بسم الله الرحمان الرحيم في صناعة القلم الذي اخترعه الإمام المعزّ ( صلع ) [1] :
166 - قال القاضي النعمان بن محمد رضي اللَّه عنه / : ذكر الإمام المعزّ لدين اللَّه عليه السلام القلم ، فوصف فضله ورمز فيه بباطن العلم ثمّ قال : نريد أن نعمل قلما يكتب به بلا استمداد من دواة ، يكون مداده من داخله : فمتى شاء الإنسان كتب به فأمدّه وكتب بذلك ما شاء ، ومتى شاء تركه ، فارتفع المداد ، وكان القلم ناشفا منه ، يجعله الكاتب في كمّه أو حيث شاء فلا يؤثّر فيه ولا يرشح شيء

[1] نجد في بداية الميكروفيلم من نسخة « ب » نصا بالإنجليزية مطبوعا يحمل عنوان : « قلم خزان من القرن العاشر » . كتبه الدكتور حسن الباشا محمود وهو أستاذ تاريخ الفن بجامعة القاهرة . ويقع النص في صفحتي 28 و 29 من مجلة أو كتاب . وهو دراسة موجزة عن هذا النوع من الأقلام التي يخزن حبرها في قصبتها . فبعد أن ذكر محاولات القدماء إجمالا دون تدقيق - وقد رفعها إلى القرن الثامن عشر - تعرض إلى اختراع J . H . Lewis سنة 1819 الذي صنع لقلمه خزانا من المطاط ، ثم إلى تحسين هذا المخترع بتجهيزه بريشة من الذهب . ومنها انتقل إلى تحليل هذا النص الذي بين أيدينا ، فعرف بكتاب القاضي النعمان بايجاز ، وصرح بأن اختراع القلم الخزان قد سبق بكثير اختراع لويس المذكور ، وقال : وقعت هذه البادرة من المعز في مصر في القرن العاشر . والملاحظ أن نصنا هذا لا يذكر مصر قط ، وإنما افترض ذلك صاحب المقال معتمدا على الفترة المصرية من خلافة المعز وهي قصيرة جدا بالنسبة إلى الفترة الإفريقية . ولا تخفى أهمية هذا النص من الناحية الحضرية ، إذ لا شك أن قلم المعز هذا سبق بثمانية قرون أول قلم خزان عرف في أوروبا ، وهو قلم F . B . Foelsh سنة 1809 ، ثم قلم J . Scheffer سنة 1819 ( انظر دائرة المعارف الإيطالية ، فصل Penna ج 26 ص 680 ) .

319