responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 100


بابه وأبى أن يفيدهم شيئا . فقيل له في ذلك ، فقال : ما لقيت حكيما في بلد من البلدان أو عالما ألتمس منه علما أو حكمة إلَّا وجدت أهل ذلك البلد يستقلَّونه ويضعون منه ويفضّلونني عليه ، وأنا أعلم فضله / عليّ . فلست بناشر في بلدي علمّا ولا حكمة أعرّضها لزراية الجهّال واستقلال من لا تميّز له من الرجال .
وخرج إلى حيث لا يعرف فأظهر ذلك فأخذ عنه وانتفع به في حياته ومن بعد وفاته .
وفي هذا حديث مرفوع : إنّ أزهد الناس في العالم أهل بيته ثمّ جيرانه ثمّ الأقرب والأقرب إليه . وإنّما مثل العالم في القبيلة كمثل العين من الماء في القرية لا يدّخر أهلها شيئا من ذلك الماء لأنّهم يرون أنّهم متى شاؤوا أخذوا منه ، فبينما هم كذلك إذ غارت العين فحينئذ يندمون . كذلك العالم إذا مات / ندم من عرفه على أن لم يأخذ عنه [1] .
ثم قال : والعلماء في طلبهم العلم وازديادهم منه كالأغنياء يطلبون التزيّد في قليل المال وإن كان عندهم الكثير منه .
35 - ( قال ) وسمعته عليه السلام يقول في مسايرة : جرى عند المنصور عليه السلام ذكر الموت وخوف أولياء اللَّه وأنبيائه منه ، على علمهم بما لهم عند اللَّه من الكرامة وأنّهم ينتقلون إلى أفضل ممّا كانوا عليه .
فقلت : أو يكون ذلك منهم ؟
فقال لي : نعم ! هم أشدّ خوفا من الموت من كافّة الناس ، استعظاما لأمره وتهوّلا له .
قلت : وكيف ذلك ؟
قال : لعظمة جلال اللَّه في / قلوبهم وموقعه من صدورهم ، فهم يخافون منه ويتهيّبون من لقائه ، وهذا ممّا يؤثر مثله عن عليّ بن الحسين صلوات اللَّه عليه [2]



[1] الحديث المرفوع هو الذي يرفع سنده إلى الرسول ( صلع ) . وهذا الحديث ذكره النعمان في الدعائم ج 1 ص 82 عدد 167 مع اختلاف طفيف ، ولعله من الأمثال السائرة إذ أورده الميداني ، 1 / 457 . وقد نقل الناشر فيضي عن إحدى النسخ التي اعتمدها ، جزءا من كلام القاضي النعمان هنا .
[2] علي زين العابدين .

100

نام کتاب : المجالس والمسيرات نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست