< فهرس الموضوعات > 36 : - القائم يقتل رجلا بوشاية كاذبة < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > - عقاب هذا الواشي من اللَّه فيه وفي عقبه < / فهرس الموضوعات > أنّه كان إذا أخذ في الوضوء للصلاة تغيّر لونه وارتعدت فرائصه ، فيقال له في ذلك فيقول : إنّي أريد الوقوف بين يدي ملك عظيم .
حديث في مجلس في ذمّ البغي :
36 - ( قال ) وسمعته صلوات اللَّه عليه يوما ذكر بعض من كان يتّصل بالقائم صلوات اللَّه عليه ، فلعنه ، وقال : سعى برجل إلى القائم ( صلع ) وشهد عليه بما يوجب القتل ، وكان يظنّ به الخير ، فأمر بقتل الرّجل فقتل / . وكان المنصور ( صلع ) يعلم براءته ممّا قد نسبه ذلك الرجل إليه ، فبادر إلى القائم عليه السلام فذكر ذلك له . فأرسل رسولا مسرعا ليتداركه فأصابه قد قتل ، فاغتمّ لذلك وأمرني أن أخرج إلى ذلك الرجل الذي شهد عليه برسالته وقال : قل له : إنّي قد أخبرني الثّقة عندي بأنّ الرّجل الذي قلت فيه ما قلت بريىء منه .
( قال ) فقلت له ذلك ، فقال لي : قل له : فلا يكن هذا الثقة عندك ثقة بعد هذا ، فقد قال غير الحقّ .
فأعلمت القائم صلوات اللَّه عليه بقوله ، فتغيّر لونه لذلك واستعظمه وامتعض منه ، وقال : هذا / أعظم ممّا جاء به أوّلا . اخرج إليه فقل له : كيف قطعت عليه بالقول الذي قلته ؟
فجاء بحكاية تكذّبه فيما يشهد به وتثبت قول المنصور عليه السلام ، فبلَّغتها عنه ، فاشتدّ غضب القائم عليه السلام وقال فيه قولا غليظا [1] .
وكان لذلك المقتول سبب أوجب قتله غير الذي شهد به ذلك الرجل عليه .
وأراد القائم عليه السلام أن يقفه عليه ، وأكثر التعجّب من قطع هذا بما قطعه عليه من غير علم ، ثمّ ما جاء به من الجرأة على وليّ اللَّه وردّه عليه في قوله لمن أخبره بأنّه ثقة عنده : لا يكن ثقة عندك بعد هذا ، وتجرّئه على القطع / بالقول بذلك في من لا يعرفه . فمات هذا الرجل بعد ذلك أسوأ حال ميتة بعد أن ظهر نفاقه ، وساءت حالته وأظهر ولده من بعده ما كان عليه وقتل أسوأ قتلة وعجّل اللَّه من انتقامه ، ولم يكن اللَّه عزّ وجلّ ليبقي من تجرّأ على أوليائه بمثل ما

[1] نلاحظ أن القاضي النعمان قلما يذكر الأسماء والأماكن ، فتأتي إشاراته غامضة مبهمة لا يمكن استعمالها لتدقيق تاريخ الدولة الفاطمية وأحوالها .

101