< شعر > قُتِلَ الحسينُ فَيَا سَمَاءُ تَفَطَّري * حُزْناً وَيَا دَارَ السُّرُورِ تَهَدَّمي يَا أَعْيُنَ السُّحْبِ اقتدي بي في البُكَا * يَا وِرْقُ مِنْ نَوْحي عليه تعلَّمي ( 1 ) < / شعر > وروي عن أبي داود السبيعي ، عن زيد بن أرقم قال : كنت عند عبيد الله فأتي برأس الحسين ( عليه السلام ) ، فأخذ قضيباً فجعل يفترّ به عن شفتيه ، فلم أر ثغراً كان أحسن منه كأنَّه الدرّ ، فلم أملك أن رفعت صوتي بالبكاء ، فقال : ما يبكيك أيُّها الشيخ ؟ قلت : يبكيني ما رأيت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، رأيته يمصُّ موضع هذا القضيب ويلثمه ، ويقول : اللهم إني أحبُّه فأحبَّه ( 2 ) . وروى ابن الأثير ، قال : ولمّا قُتل الحسين ( عليه السلام ) أرسل عمر رأسه ورؤوس أصحابه إلى ابن زياد ، فجمع الناس وأحضر الرؤوس ، وجعل ينكت بقضيب بين شفتي الحسين ، فلمَّا رآه زيد بن أرقم لا يرفع قضيبه قال له : إعل بهذا القضيب ، فوالذي لا إله غيره ، لقد رأيت شفتي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على هاتين الشفتين يقبِّلهما ، ثمَّ بكى ، فقال له ابن زياد : أبكى الله عينيك ، فوالله لولا أنك شيخ قد خرفت لضربت عنقك ، فخرج وهو يقول : أنتم - يا معشر العرب - العبيد بعد اليوم ، قتلتم الحسين بن فاطمة ( عليها السلام ) وأمَّرتم ابن مرجانة ، فهو يقتل خياركم ويستعبد شراركم ( 3 ) . وقال أبو مخنف : عن سليمان بن أبي راشد ، عن حميد بن مسلم قال : دعاني عمر بن سعد فسرَّحني إلى أهله لأبشِّرهم بما فتح الله عليه وبعافيته ، فأجد ابن زياد قد جلس للناس ، وقد دخل عليه الوفد الذين قدموا عليه ، فدخلت فيمن دخل ، فإذا رأس الحسين ( عليه السلام ) موضوع بين يديه ، وإذا هو ينكت فيه بقضيب بين ثناياه ساعة ، فقال له زيد بن أرقم : ارفع هذا القضيب عن هاتين الثنيتين ، فوالله
1 - المنتخب ، الطريحي : 187 . 2 - سير أعلام النبلاء ، الذهبي : 3 / 314 . 3 - أسد الغابة ، ابن الأثير : 2 / 21 ، تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : 41 / 365 - 366 .