العفا ( 1 ) . وقال ( عليه السلام ) أيضاً - وهو قائم على رأس القاسم ( عليه السلام ) بعد أن ضُرب بالسيف على رأسه وسقط إلى الأرض وصار يفحص برجليه في التراب : بعداً لقوم قتلوك ، ومَنْ خَصمُهم يوم القيامة فيك جدُّك ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) . وممن احتجَّ على القوم وذكّرهم بحقّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حفظ عترته وأهل بيته ( عليهم السلام ) زهير بن القين رضي الله عنه ، إذ أقبل على القوم حينما رآهم مصرّين على قتل الحسين ( عليه السلام ) وسفك دمه ودماء أهل بيته فرفع صوته قائلا : عباد الله ، لا يغرّنّكم عن دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه - يعني عمر بن سعد - فوالله لا تنال شفاعة محمد ( صلى الله عليه وآله ) قوماً أراقوا دماء ذرّيّته وأهل بيته ، وقتلوا من نصرهم وذبَّ عن حريمهم ( 3 ) . هذا وقد ذكَّر جماعة من الصحابة بحبِّ الرسول ( صلى الله عليه وآله ) للحسين ( عليه السلام ) وبإكثاره من تقبيله ، روي عن أنس بن مالك قال : لمَّا قُتل الحسين أُتي برأسه إلى عبيد الله بن زياد ، فجعل ينكت بقضيبه على ثناياه ، وقال : إنه كان لحسن الثغر ، فقلت : أما والله لأسوأنَّك ، فقال : لقد رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقبِّل موضع قضيبك من فيه ( 4 ) . وفي رواية قال : إنه كان أشبههم برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 5 ) . ولله درّ بعض الشعراء إذ يقول : < شعر > كان النبيُّ يُحِبُّ يَلْثُمُ ثَغْرَهُ * قَعَدَ اللعينُ يَدُقُّ أَكْرَمَ مَلْثَمِ وغدا يُعَفِّرُ خَدَّه فَوْقَ الثَّرَى * ظُلْماً وَضَرَّجَ عَارِضَيْهِ بالدَّمِ < / شعر >
1 - مقاتل الطالبيين ، أبو الفرج الإصفهاني : 76 ، تاريخ الطبري : 3 / 331 . 2 - تاريخ الطبري : 3 / 331 . 3 - تاريخ الطبري : 3 / 320 . 4 - مسند أبي يعلى : 7 / 61 ح 3981 ، سير أعلام النبلاء ، الذهبي : 3 / 314 . 5 - البداية والنهاية ، ابن كثير : 8 / 206 .