الذي لا إله إلاّ هو ، لقد رأيت شفتي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على هاتين الثنيتين يقبِّلهما ، ثم انفضح الشيخ يبكي ، فقال له ابن زياد : أبكى الله عينك ، فوالله لولا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك . قال : فنهج فخرج ، فلمّا خرج قال الناس : والله لقد قال زيد بن أرقم كلاماً لو سمعه ابن زياد لقتله ، قال : فقلت : ما قال ؟ قالوا : مرّ بنا وهو يقول : مَلَكَ عبدٌ عبيداً فاتَّخَذَهُمْ تليداً ، أنتم - يا معشر العرب - العبيد بعد اليوم ، قتلتم ابن فاطمة ، وأمَّرتم ابن مرجانة ، فهو يقتل خياركم ، ويستعبد شراركم ، فبعداً لمن رضي بالذلّ ( 1 ) . وعن حبيب بن يسار قال : لما أصيب الحسين بن علي ( عليه السلام ) قام زيد بن أرقم على باب المسجد فقال : أفعلتموها ؟ أشهد لسمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين ، فقيل لعبيد الله بن زياد : إن زيد بن أرقم قال كذا وكذا ، قال : ذاك شيخ قد ذهب عقله ( 2 ) . وقال الطبري في دخول أهل البيت ( عليهم السلام ) على يزيد : ثم أذن للناس فدخلوا والرأس بين يديه ، ومع يزيد قضيب فهو ينكت به في ثغره ، ثمَّ قال : إن هذا وإيانا كما قال الحصين بن الحمام المري : < شعر > يفلِّقْنَ هَاماً من رِجَال أَحِبَّة * إلينا وَهُمْ كانوا أَعَقَّ وَأَظْلمَا < / شعر > قال : فقال رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقال له أبو برزة الأسلمي : أتنكت بقضيبك في ثغر الحسين ؟ أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذاً لربما رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يرشفه ، أما إنك يا يزيد تجيء يوم القيامة وابن زياد شفيعك ،
1 - البداية والنهاية ، ابن كثير : 8 / 207 . 2 - مجمع الزوائد ، الهيثمي : 9 / 194 .