ملائكته ، وإنكم - والله - لعلى الحقّ ، فاتقوا الله ، وكفُّوا ألسنتكم ، وصلُّوا في مساجدكم ، وعودوا مرضاكم ، فإذا تميَّز الناس فتميَّزوا ، فإن ثوابكم لعلى الله ، وإن أغبط ما تكونون إذا بلغت نفس أحدكم إلى هذه - وأومأ إلى حلقه - قرَّت عينه . وعن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للحارث الأعور : لينفعنَّك حبُّنا عند ثلاث : عند نزول ملك الموت ، وعند مسائلتك في قبرك ، وعند موقفك بين يدي الله . وعن أبي عمرو الكشي ، عن محمد بن مسعود ، رفعه إلى سعيد بن يسار أنه حضر أحد ابني سابور ، وكان لهما ورع وإخبات ، فمرض أحدهما ، ولا أحسبه إلاَّ زكريا بن سابور ، قال : فحضرته عند موته ، قال : فبسط يده ثمَّ قال : بسطت يدي يا علي ، قال : قصصت ذلك على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ثمَّ قمت عنه ، فاتّبعني رسوله فرجعت إليه ، فقال : أخبرني خبر الرجل الذي حضرته عند موته أيَّ شيء سمعته يقول ؟ قلت : بسط يده ثمَّ قال : بسطت يدي يا علي ، فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : رآه والله ، رآه والله . ومن وصايا جابر الأنصاري رضوان الله تعالى عليه لعطيَّة العوفي ما قاله له بعد منصرفه معه من زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) قال عطيَّة : فلمَّا صرنا في بعض الطريق قال لي : يا عطية ! هل أوصيك ؟ وما أظن أنني بعد هذه السفرة ملاقيك ، أَحِبَّ محبَّ آل محمد ما أحبَّهم ، وابغض مبغض آل محمد ما أبغضهم ، وإن كان صوّاماً قوّاماً ، وأرفق بمحبِّ آل محمد ، فإنه إن تزلَّ لهم قدم بكثرة ذنوبهم ، ثبتت لهم أخرى بمحبَّتهم ، فإن محبَّهم يعود إلى الجنَّة ، ومبغضهم يعود إلى النار ( 1 ) . ولله درّ الشيخ محمد علي اليعقوبي عليه الرحمة إذ يقول :