دخول الجنة بغير حساب ، فطوبى لمحبِّ أهل بيتي . وعن أبن أبي يعفور قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : قد استحييت مما أكرِّر هذا الكلام عليكم : إنّما بين أحدكم وبين أن يغتبط أن تبلغ نفسه ههنا - وأهوى بيده إلى حنجرته - يأتيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعليٌّ ( عليه السلام ) فيقولان له : أمَّا ما كنت تخاف فقد آمنك الله منه ، وأمَّا ما كنت ترجو فأمامك ، فأبشروا ، أنتم الطيِّبون ، ونساؤكم الطيِّبات ، كلُّ مؤمنة حوراء عيناء ، كلُّ مؤمن صدّيق شهيد . قال : وقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) لأصحابه ابتداء منه : أحببتمونا وأبغضنا الناس ، وصدَّقتمونا وكذَّبنا الناس ، ووصلتمونا وجفانا الناس ، فجعل الله محياكم محيانا ، ومماتكم مماتنا ، أما والله ما بين الرجل منكم وبين أن يقرَّ الله عينه إلاَّ أن تبلغ نفسه هذا المكان - وأومأ إلى حلقه فمدَّ الجلدة - ثمَّ أعاد ذلك ، فوالله ما رضي حتى حلف ، فقال : والله الذي لا إليه إلاَّ هو ، لحدَّثني أبي محمد بن علي بذلك ، إن الناس أخذوا ههنا وههنا ، وإنكم أخذتم حيث أخذ الله ، إن الله اختار من عباده محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) ، واخترتم خيرة الله ، فاتقوا الله ، وأدُّوا الأمانات إلى الأسود والأبيض وإن كان حرورياً ، وإن كان شامياً . وعن عبد الرحيم قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : إنما يغتبط أحدكم حين تبلغ نفسه ههنا ، فينزل عليه الملك فيقول : أمَّا ما كنت ترجو فقد أعطيته ، وأمّا ما كنت تخافه فقد أمنت منه ، فيفتح له باب إلى منزله من الجنة ، فيقال له : انظر إلى مسكنك من الجنة ، وانظر : هذا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفلان وفلان وفلان ، هم رفقاؤك وهو قوله تعالى : * ( الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الاْخِرَةِ ) * ( 1 ) . وعن صفوان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : والله إنّكم لعلى دين الله ودين