ولله درّ الحجة الشيخ حسن علي البدر عليه الرحمة إذ يقول : < شعر > ألم تر آلَ اللهِ كيف تراكمت * عليهم صروفُ الدهرِ أيَّ تراكمِ أما شرقت بنتُ النبيِّ بريقِها * وجرَّعها الأعداءُ طَعْمَ العلاقمِ أما قُتِلَ الكرَّارُ بغياً بسيفِ مَنْ * بغى وطغى فيما أتى من مآثم عدوِّ إلهِ العالمين ابنِ مُلجم * وأشقى جميعِ الناسِ من دورِ آدم ألم يَعُدِ الزاكي ابنُه وهو مُلْجأٌ * إلى سِلْمِ حرب وهو غيرُ مُسَالِمِ أما هجموا فسطاطَه وتناهبوا * به رَحْلَه نَهْبَ الغُزاةِ الغنائمِ أما دسَّت الأعدا له السمَّ غيلةً * فألقى به في الطشتِ قَلْبَ المكارم أما رشقوه النبلَ وهو جنازةٌ * على النعشِ لا بل فوقَ هامِ النعائمِ وإنْ أنس لا أنسى الحسينَ وقد غدا * على رَغْمِ أنفِ الدينِ نَهْبَ الصوارم قضى بعدما ضاقت به سِعَةُ الفضا * فضاق له شجواً فضاءُ العوالم قضى وهو حرَّانُ الفؤادِ من الظما * على غُصَص فيها قضى كلُّ هاشمي فما لنزار لا تقومُ بثارِها * فترضع حرباً من ضروعِ اللهاذم وتملأُها خيلا تسابقُ طرفَها * على آلِ حرب تحت أُسْد ضراغمِ فتوطىءُ هاتيك السنابك هامَهم * كما أوطأوها صَدْرَ سيِّدِ هاشمِ ( 1 ) < / شعر > روى الراوندي عليه الرحمة أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يوماً جالساً وحوله علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) فقال لهم : كيف بكم إذا كنتم صرعى ، وقبوركم شتى ؟ فقال الحسن ( عليه السلام ) : أنموت موتاً أو نُقتل قتلا ؟ فقال : يا بني ، بل تقتل بالسم ظلماً ويقتل أخوك ظمأ ، ويُقتل أبوك ظلماً ، وتُشرَّد ذراريكم في الأرض . فقال الحسين ( عليه السلام ) : ومن يقتلنا ؟ قال : شرار الناس . قال : فهل يزورنا أحد ؟ قال : نعم ، طائفة من أمتي يريدون بزيارتكم برّي وصلتي ، فإذا كان يوم القيامة
1 - شعراء القطيف ، الشيخ علي المرهون ، القسم الأول : 171 - 172 .