ثبتت قدمه على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام . ولله درّ الشيخ عبد الحسين شكر عليه الرحمة إذ يقول في رثاء الإمام الحسن ( عليه السلام ) : < شعر > من مبلغُ المصطفى والطهرِ فاطمة * أن الحسينَ دماً يبكي على الحَسَنِ يدعوه يا عضدي في كلِّ نائبة * ومُسْعِدي إن رماني الدهرُ بالوَهَنِ قد كنتَ لي من بني العليا بقيَّتَهم * وللعدوِّ قناتي فيك لم تَلِنِ فاليومَ بعدَك أضحت وهي ليِّنةٌ * لغامز وهنيُّ العيشِ غيرُ هني لهفي لزينبَ تدعوه ومقلتُها * عبرى وأدمعُها كالعارضِ الهَتِنِ ( 1 ) < / شعر > تتمة الحديث قال ( صلى الله عليه وآله ) : وأمَّا الحسين فإنه مني ، وهو ابني وولدي ، وخير الخلق بعد أخيه ، وهو إمام المسلمين ، ومولى المؤمنين ، وخليفة ربّ العالمين ، وغياث المستغيثين ، وكهف المستجيرين ، وحجة الله على خلقه أجمعين ، وهو سيد شباب أهل الجنة ، وباب نجاة الأمة ، أمره أمري ، وطاعته طاعتي ، من تبعه فإنه مني ، ومن عصاه فليس مني ، وإني لما رأيته تذكَّرت ما يصنع به بعدي ، كأني به وقد استجار بحرمي وقبري فلا يجار ، فأضمُّه في منامه إلى صدري ، وآمره بالرحلة عن دار هجرتي ، وأبشِّره بالشهادة ، فيرتحل عنها إلى أرض مقتله وموضع مصرعه ، أرض كرب وبلاء وقتل وفناء ، تنصره عصابة من المسلمين ، أولئك من سادة شهداء أمتي يوم القيامة ، كأني أنظر إليه وقد رمي بسهم فخرَّ عن فرسه صريعاً ، ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوماً . ثم بكى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبكى من حوله ، وارتفعت أصواتهم بالضجيج ، ثمَّ قام ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو يقول : اللهم إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي ، ثم دخل منزله ( 2 ) .