لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ) * . ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض ، فيبعث الله عزَّ وجلَّ إليها مريم بنت عمران ، تمرِّضها وتؤنسها في علّتها ، فتقول عند ذلك : يا رب ، إني قد سئمت الحياة ، وتبرَّمت بأهل الدنيا ، فألحقني بأبي . فيلحقها الله عزَّ وجلَّ بي ، فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي ، فتقدم عليَّ محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة ، فأقول عند ذلك : اللهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وأذِلَّ من أذلَّها ، وخلِّد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها ، فتقول الملائكة عند ذلك : آمين . وللهِ درّ السيِّد صالح الحلي عليه الرحمة إذ يقول : < شعر > قد أسقطوا جنينَها واعترى * من لطمةِ الخدِّ العيونَ احمرارْ فما سقوطُ الحملِ ما صدرُها * ما لطمُها ما عصرُها بالجدار ما وكزُها بالسيفِ في ضلعِها * وما انتثارُ قُرْطِها والسوار ما دفنُها بالليل سِرّاً وما * نَبْشُ الثرى منهم عناداً جِهَارْ ( 1 ) < / شعر > وقال آخر : ولأي الأمور تدفن ليلا ابنة المصطفى ويعفى ثراها تتمة الحديث قال : قال ( صلى الله عليه وآله ) : وأمَّا الحسن فإنه ابني وولدي ، ومني ، وقرّة عيني ، وضياء قلبي ، وثمرة فؤادي ، وهو سيِّد شباب أهل الجنة ، وحجة الله على الأمة ، أمره أمري ، وقوله قولي : من تبعه فإنه مني ، ومن عصاه فليس مني ، وإني لما نظرت إليه تذكَّرت ما يجري عليه من الذلّ بعدي ، فلا يزال الأمر به حتى يُقتل بالسم ظلماً وعدواناً ، فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته ، ويبكيه كل شيء حتى الطير في جوّ السماء ، والحيتان في جوف الماء ، فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمى العيون ، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب ، ومن زاره في بقيعه