الحيرة ؟ أو لم تعلم أيها الأمير أنك بعثتني إلى أسد ضرغام ، وسيف حسام ، في كفّ بطل همام ، من آل خير الأنام ، فأرسل إليه ابن زياد : أعطه الأمان فإنك لا تقدر عليه إلاّ به ( 1 ) . وفي رواية قال : وإنما أرسلتني إلى سيف من أسياف محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فمدّه بالعسكر ( 2 ) . قال العلامة المجلسي عليه الرحمة : روي في بعض كتب المناقب عن عمرو بن دينار قال : أرسل الحسين ( عليه السلام ) مسلم بن عقيل إلى الكوفة وكان مثل الأسد ، قال عمرو وغيره : لقد كان من قوّته أنه يأخذ الرجل بيده ، فيرمي به فوق البيت ( 3 ) . رجعنا إلى رواية الشيخ المفيد عليه الرحمة قال : ثمَّ عادوا إليه ، فشدَّ عليهم كذلك ، فاختلف هو وبكر بن حمران الأحمري ضربتين ، فضرب بكر فم مسلم ، فقطع شفته العليا ، وأسرع السيف في السفلى وفصلت له ثنيتاه ، وضرب مسلم في رأسه ضربة منكرة ، وثنَّاه بأخرى على حبل العاتق ، كادت تطلع إلى جوفه . فلمَّا رأوا ذلك أشرفوا عليه من فوق البيت ، وأخذوا يرمونه بالحجارة ، ويلهبون النار في أطنان القصب ثمَّ يرمونها عليه من فوق البيت ، فلما رأى ذلك خرج عليهم مصلتاً بسيفه في السكة ، فقال محمد بن الأشعث : لك الأمان لا تقتل نفسك ، وهو يقاتلهم ويقول : < شعر > أقسمتُ لا أُقتلُ إلاّ حرّا * وإنْ رأيتُ الموتَ شيئاً نُكْرا ويُخْلَطُ الباردُ سُخْناً مرّا * رَدَّ شُعَاعَ الشمس فاستقرّا كلُّ امرئ يوماً ملاق شراً * أخافُ أن أُكْذَبَ أو أُغرَّا < / شعر > فقال له محمد بن الأشعث : إنك لا تكذب ولا تغرّ ولا تخدع ، إن القوم بنو