عمك ، وليسوا بقاتليك ، ولا ضائريك ، وكان قد أثخن بالحجارة ، وعجز عن القتال فانتهز واستند ظهره إلى جنب تلك الدار . ( وجاء في بعض الروايات : وأثخنته الجراحات وأعياه نزف الدم فاستند إلى جنب تلك الدار ، فتحاملوا عليه يرمونه بالسهام والحجارة ، فقال : ما لكم ترموني بالحجارة كما ترمى الكفار وأنا من أهل بيت الأنبياء الأبرار ؟ ألا ترعون حقّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في عترته ؟ فقال له ابن الأشعث : لا تقتل نفسك وأنت في ذمتي ، قال مسلم ( عليه السلام ) : أأوسر وبي طاقة ؟ لا والله لا يكون ، لا يكون ذلك أبداً ، وحمل على ابن الأشعث فهرب منه ، ثمَّ حملوا عليه من كل جانب ، وقد اشتد به العطش ، فطعنه رجل من خلفه فسقط إلى الأرض وأسر ( 1 ) . وقيل : إنهم عملوا له حفيرة وستروها بالتراب ، ثمَّ انكشفوا بين يديه حتى إذا وقع فيها أسروه ) ( 2 ) ولله درّ السيد رضا الهندي عليه الرحمة إذ يقول : < شعر > فللهِ من مُفْرَد أسلموه * لحكم الدعيِّ فما استسلما وآثَرَ وهو وليدُ الأُبَاةِ * بأَنْ يَرْكَبَ الأخطرَ الأعظما ولمَّا رأوا بَأْسَه في الوغى * شديداً يُجَلُّ بأَنْ يُرْغَما أطلُّوا على شُرُفَاتِ السُّطُوحِ * ويَرْمُونَهُ الْحَطَبَ المُضْرَما ولولا خديعتُهُمْ بالأمانِ * لَمَا أوثقوا الأَسَدَ الضَّيْغَما ( 3 ) < / شعر > وفي رواية الشيخ المفيد عليه الرحمة قال : فأعاد ابن الأشعث عليه القول : لك الأمان ، فقال : آمنٌ أنا ؟ قال : نعم ، فقال للقوم الذين معه : ألي الأمان ؟ قال القوم له : نعم ، إلاَّ عبيد الله بن العباس السلمي فإنه قال : لا ناقة لي في هذا ولا جمل ،
1 - مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : 44 / 244 ، مقتل الحسين ( عليه السلام ) ، الخوارزمي 1 / 209 - 210 . 2 - المنتخب ، الطريحي : 299 الليلة العاشرة . 3 - المنتخب من الشعر الحسيني ، السيد علي أصغر الحسيني : 174 .