خمسة وعشرون ألف رجل ، فعزم على الخروج ، فقال هانىء : لا تعجل ، وكان شريك ابن الأعور الهمداني جاء من البصرة مع عبيد الله بن زياد ، فمرض فنزل دار هانىء أياماً ، ثمَّ قال لمسلم : إن عبيد الله يعودني ، وإني مطاوله الحديث ، فأخرج إليه بسيفك فاقتله ، وعلامتك أن أقول : اسقوني ماء ، ونهاه هانىء عن ذلك . فلمَّا دخل عبيد الله على شريك وسأله عن وجعه ، وطال سؤاله ورأى أن أحداً لا يخرج فخشي أن يفوته فأخذ يقول : < شعر > ما الانتظارُ بسلمى أن تحيِّيها * كأسَ المنيَّةِ بالتعجيلِ اسْقُوها < / شعر > وفي مقاتل الطالبيين : < شعر > ما الانتظارُ بسلمى أَنْ تحيّوها * حيّوا سُليمى وَحَيُّوا مَنْ يحيّيها < / شعر > كأسَ المنيَّةِ بالتعجيلِ أسقوها ( 1 ) فتوهَّم ابن زياد وخرج ، فلمَّا دخل القصر أتاه مالك بن يربوع التميمي بكتاب أخذه من يدي عبد الله بن يقطر فإذا فيه : للحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، أمَّا بعد فإني أخبرك أنه قد بايعك من أهل الكوفة كذا ، فإذا أتاك كتابي هذا فالعجل العجل فإن الناس كلهم معك ، وليس لهم في يزيد رأي ولا هوى ، فأمر ابن زياد بقتله ( 2 ) . وقال ابن نما الحلي عليه الرحمة : فلمَّا خرج ابن زياد دخل مسلم والسيف في كفّه قال له شريك : ما منعك من الأمر ؟ قال مسلم : هممت بالخروج فتعلَّقت بي امرأةٌ وقالت : نشدتك الله إن قتلت ابن زياد في دارنا ، وبكت في وجهي ، فرميت السيف وجلست ، قال هانىء : يا ويلها ، قتلتني وقتلت نفسها ، والذي فررت منه وقعت فيه . وقال أبو الفرج في المقاتل : قال هانىء لمسلم : إني لا أحبّ أن يقتل في داري ، قال : فلمّا خرج مسلم قال له شريك : ما منعك من قتله ؟ قال : خصلتان :
1 - مقاتل الطالبيين ، الأصبهاني : 65 . 2 - مناقب آل أبي طالب : 4 / 91 - 92 .