الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ؟ فقلت : بلى ، قالت : دخلت عليه وسلَّمت فردَّ السلام ورحبَّ ، ثم قال : ما بطَّأ بك عن زيارتنا والتسليم علينا يا حبابة ؟ قلت : ما بطَّأني عنك إلاَّ علة عرضت ، قال : وما هي ؟ قالت : فكشفت خماري عن برص ، قالت : فلم يزل يدعو حتى رفع يده وقد كشف الله ذلك البرص ، ثم قال : يا حبابة ، إنه ليس أحد على ملة إبراهيم في هذه الأمة غيرنا وغير شيعتنا ، ومن سواهم منها براء ( 1 ) . وفي عيون المعجزات للمرتضى رحمه الله : عن الصادق ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهما السلام ) قال : جاء أهل الكوفة إلى علي ( عليه السلام ) فشكوا إليه إمساك المطر ، وقالوا له : استسق لنا ، فقال للحسين ( عليه السلام ) : قم واستسق ، فقام وحمد الله وأثنى عليه ، وصلَّى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : اللهم معطي الخيرات ، ومنزل البركات ، أرسل السماء علينا مدراراً ، واسقنا غيثاً مغزاراً ، واسعاً ، غدقاً ، مجللا سحّاً ، سفوحاً ، فجاجاً ، تنفّس به الضعف من عبادك ، وتحيي به الميت من بلادك ، آمين رب العالمين . فما فرغ ( عليه السلام ) من دعائه حتى غاث الله تعالى غيثاً بغتة ، وأقبل أعرابي من بعض نواحي الكوفة فقال : تركت الأودية والآكام يموج بعضها في بعض ( 2 ) . وروي في بعض الكتب المعتبرة عن الطبري ، عن طاووس اليماني أن الحسين ابن علي ( عليهما السلام ) كان إذا جلس في المكان المظلم يهتدي إليه الناس ببياض جبينه ونحره ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان كثيراً ما يقبِّل جبينه ونحره ، وإن جبرئيل ( عليه السلام ) نزل يوماً فوجد الزهراء ( عليها السلام ) نائمة ، والحسين في مهده يبكي ، فجعل يناغيه ويسلّيه حتى استيقظت ، فسمعت صوت من يناغيه ، فالتفتت فلم تر أحداً ، فأخبرها النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه كان جبرئيل ( عليه السلام ) ( 3 ) .