ركبتما ، فقال الحسن ( عليه السلام ) : لا نركب ، قد جعلنا على أنفسنا المشي إلى بيت الله الحرام على أقدامنا ، ولكنّا نتنكّب عن الطريق ، فأخذا جانباً من الناس ( 1 ) . وقال عبد الله بن عبيد أبو عمير : لقد حجَّ الحسين بن علي ( عليهما السلام ) خمساً وعشرين حجّة ماشياً وإن النجائب لتقاد معه ( 2 ) . وذكر ابن عبد ربه في كتاب العقد الفريد أنه قيل لعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) : ما أقلَّ ولد أبيك ! فقال : العجب كيف ولدت له كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة ( 3 ) . وقيل للحسين ( عليه السلام ) : ما أعظم خوفك من ربك ! قال : لا يأمن يوم القيامة إلاَّ من خاف الله في الدنيا ( 4 ) . ومما روي في كرامات سيد الشهداء ( عليه السلام ) ما رواه ابن شهر آشوب عن زرارة بن أعين ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يحدّث عن آبائه ( عليهم السلام ) أن مريضاً شديد الحمَّى عاده الحسين ( عليه السلام ) ، فلمَّا دخل من باب الدار طارت الحمَّى عن الرجل ، فقال له : رضيت بما أوتيتم به حقاً حقاً والحمَّى تهرب عنكم ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : والله ما خلق الله شيئاً إلاَّ وقد أمره بالطاعة لنا ، قال : فإذا نحن نسمع الصوت ولا نرى الشخص يقول : لبّيك ، قال : أليس أمير المؤمنين أمرك أن لا تقربي إلاّ عدوّاً أو مذنباً لكي تكوني كفارة لذنوبه ؟ فما بال هذا ؟ فكان المريض عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي ( 5 ) . وعن صالح بن ميثم قال : دخلت أنا وعباية الأسدي على حبابة الوالبية فقال لها : هذا ابن أخيك ميثم ، قالت : ابن أخي والله حقاً ، ألا أحدِّثكم بحديث عن
1 - الإرشاد ، المفيد : 2 / 128 ، بحار الأنوار ، المجلسي : 43 / 276 ح 46 . 2 - مناقب آل أبي طالب : 4 / 69 ، عنه بحار الأنوار : 44 / 192 ح 5 . 3 - العقد الفريد : 3 / 126 ، تأريخ اليعقوبي : 2 / 247 ، بحار الأنوار : 44 / 196 ح 10 . 4 - مناقب آل أبي طالب ، ابن شهر آشوب : 3 / 224 . 5 - بحار الأنوار : 44 / 183 ح 8 ، عن مناقب آل أبي طالب : 3 / 210 ، ورواه الكشي في رجاله : 1 / 299 .