كان واثقا أنه سينتهي بدمار الإسلام والثورة الإسلامية .
3 - تعيين القائد القادم :
الطريق الوحيد الذي ينسجم مع طبيعة الأشياء في المجتمع الإسلامي إبان البعثة ويمكن أن يصون مستقبل الثورة الإسلامية من الأخطار المترقبة هو أن يعين الرسول المرجعية الدينية والقيادة السياسية للأمة مباشرة ، في زمان لم يبلغ المسلمون فيه المستوى المطلوب من الوعي الفكري والسياسي اللازم لاختيار القائد الأفضل . وإذا أخذنا بعين الاعتبار اتصال النبي بالوحي فإن هذا الاختيار لم يكن عسيرا عليه . وفي أيدينا أدلة قاطعة كثيرة أيضا تثبت أنه ( صلى الله عليه وآله ) اختار هذا الطريق بأمر الله تعالى .
وعلى الرغم من أن الجو السياسي للمجتمع الإسلامي بعد النبي كان يحول دون ذكر ما قاله في القائد القادم بيد أن توجيهاته ( صلى الله عليه وآله ) في هذا المجال بلغت من الكثرة حدا أنها لم تخف على الأجيال القادمة . ولما كان ( صلى الله عليه وآله ) يتنبأ بمستقبل العالم الإسلامي فإنه كان - من أجل أن يعمل بتكليفه الإلهي - يستثمر كل فرصة لتعريف أفضل من يستطيع أن يواصل طريقه ، منذ بداية البعثة إلى يوم وفاته ، كما نصت على ذلك الأحاديث المتواترة المتفق عليها بين المسلمين .
منها : الأحاديث التي ذكرت الإمام عليا ( عليه السلام ) بوصفه وصيا للنبي ( صلى الله عليه وآله ) [1] ، والأحاديث التي عرفته وارثا له [2] ، والأحاديث التي نصت على أنه منه بمنزلة هارون من موسى [3] ،

[1] تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 3 / 5 / 1021 و 1022 ، مناقب ابن المغازلي : 201 / 238 . وانظر المعجم الكبير : 6 / 221 / 6063 ، و : 3 / 57 / 2675 ، والمستدرك للحاكم : 3 / 172 ، ونهج البلاغة : الخطبة 2 و 88 .
[2] خصائص أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للنسائي : 75 / 62 ، المعجم الكبير : 1 / 107 / 176 ، مجمع الزوائد : 9 / 183 / 14765 ، المستدرك على الصحيحين : 126 / 3 .
[3] صحيح مسلم : 4 / 1870 / 2404 ، سنن الترمذي : 5 / 640 / 3730 ، صحيح البخاري : 4 / 1602 / 4154 ، خصائص أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للنسائي : 74 / 59 ، وص 60 ، مسند ابن حنبل : 1 / 361 / 1463 ، وص 366 / 1490 .

390