والأحاديث التي عرفته للناس أميرا للمؤمنين [1] ، والأحاديث التي صرحت بإمامته [2] ، والأحاديث التي وردت في ولايته [3] ، والأحاديث التي ذكرته هاديا للناس بعد النبي [4] ، والأحاديث التي دلت على عصمته من الخطأ [5] . وهذه الأحاديث كلها أدلة على قولنا إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) اختار الطريق الثالث لامته .
يضاف إلى هذه الأحاديث جميعها وأحاديث أخرى لا تحصى - ذكر فيها النبي ( صلى الله عليه وآله ) للأمة أرجحية الإمام ( عليه السلام ) العلمية والعملية والأخلاقية - أنه ( صلى الله عليه وآله ) عندما عاد من حجة الوداع وقف في غدير خم ، ونصبه خليفة له [6] .

[1] حلية الأولياء : 1 / 63 ، تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " : 2 / 487 / 1005 ، وص 259 / 776 ، مسند الفردوس : 5 / 364 / 8449 ، مناقب الخوارزمي : 85 ، الكافي : 1 / 442 / 13 .
[2] عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : 1 / 281 / 26 ، معاني الأخبار : 66 / 6 ، الخصال : 465 ، الاحتجاج : 1 / 103 ، مناقب الخوارزمي : 61 / 31 .
[3] البداية والنهاية : 7 / 346 ، مسند ابن حنبل : 1 / 331 ، خصائص أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للنسائي : 46 / 23 ، وص 77 / 65 ، وص 93 / 87 ، بغداد : 4 / 339 .
[4] تفسير الطبري : 8 / الجزء 13 / 108 ، التفسير الكبير : 19 / 15 ، الدر المنثور : 4 / 45 ، تفسير ابن كثير : 2 / 611 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 129 .
[5] انظر كتابنا أهل البيت في الكتاب والسنة : 111 - 114 ، من منشورات دار الحديث .
[6] حديث الغدير من الأحاديث التي استأثرت بكثرة النقل والرواة على مر تاريخ الحديث . من ذلك أن مؤلف كتاب تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) " ذكر في الجزء الثاني من الكتاب ص 5 - 90 تسعين طريقا لهذا الحديث . وجمع المرحوم العلامة الأميني في بحث موسع من موسوعته الثمينة النفيسة " الغدير " أسماء 110 من الصحابة ( 1 / 14 - 16 ) و 84 من التابعين ( 1 / 62 - 73 ) و 360 من العلماء ( 1 / 73 - 151 ) رووا حديث الغدير . وفيما يأتي نص الحديث كما نقله زيد بن أرقم : لما دفع النبي ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ، ثم قال : " كأني دعيت فأجبت ، وإني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . ثم قال : إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن . ثم أخذ بيد علي ( عليه السلام ) ، فقال : من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . فقلت لزيد : سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : نعم ، وانه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه " . خصائص أمير المؤمنين ( عليه السلام ) 76 ، البداية والنهاية : 5 / 209 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 613 / 6272 ، المعجم الكبير : 15 / 166 / 4969 .

391