نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 388
< فهرس الموضوعات > القدرة على تشخيص الأصلح < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > استقامة الناخب < / فهرس الموضوعات > القدرة على تشخيص الأصلح ضرورة وجود هذا الشرط لا تحتاج إلى توضيح . ولا شك أنه لا يمكن أن ينتظر ممن لا قدرة له على تشخيص الأفضل أن يختار لنا الأفضل . وعلى هذا يكون أول شرط للنجاح في نظام الشورى هو بلوغ الناس درجة من النضج الثقافي والسياسي بحيث إنهم يستطيعون أن يختاروا أفضل أنظمة القيادة وأفضل قائد . وبلوغ هذه الدرجة من الوعي والتبصر العملي أمر في غاية الصعوبة ، بل إذا أخذنا بنظر الاعتبار التعقيد الموجود في حقيقة الإنسان وباطنه [1] عرفنا أنه لا يتيسر اختيار الأفضل - حتى لأهل الخبرة - بلا توجيه من عقل كلي محيط بزوايا الإنسان الباطنية ، فكيف بأكثرية المجتمع ؟ وكيف بمجتمع كان حتى الأمس يرى أن معرفة الله لا تعدو السجود للحجارة والخشب ؟ ! روى سعد بن عبد الله القمي أنه سأل الإمام المهدي - أرواحنا لتراب مقدمه الفداء - فقال : أخبرني يا مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار إمام لأنفسهم ، قال : مصلح أو مفسد ؟ قلت : مصلح . قال : هل يجوز أن تقع خيرتهم على المفسد ؟ . . . قلت : بلى . قال : فهي العلة . وواصل الإمام ( عليه السلام ) كلامه ، ونقل حادثة ، وذكر أن اختيار الأصلح لابد أن يتم بمساعدة من يعرف ما تكن الضمائر ، وتنصرف عنه السرائر [2] . استقامة الناخب لا تكفي القدرة وحدها على تمييز الأفضل لاختيار قائد المجتمع الإسلامي ، فلابد للناخب أن يكون متحررا من الهوى والخوف كي يستطيع أن يستثمر تلك القدرة .