نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 371
استشار عمرو بن العاص ، فأشار عليه برفع المصاحف ومناداة الناس أننا أهل قبلة وكتاب ، لنحكم أحدا لرفع الخلاف بيننا . بيد أن الإمام ( عليه السلام ) أمر بمواصلة القتال ، ونبه الجيش على أن هذه خدعة لا أكثر ، وأن معاوية وأصحابه أعداء القرآن ، وإنما لجأوا إليه لإنقاذ أنفسهم من الهزيمة المحتومة . وكان في جيش الإمام عدد ملحوظ من الجهال " المتنسكين " ، فأشار بعضهم إلى بعض متغامزين : ماذا يقول علي ؟ ! هل نقاتل القرآن ؟ ! قتال القرآن منكر علينا مكافحته . . . وهكذا تمردوا على الإمام بهذه الذريعة ، وحالوا دون تنفيذ أوامره . وكان مالك الأشتر رضوان الله عليه يقاتل قتالا شديدا قريبا من مقر معاوية ، ومعه القوات التي كانت تحت إمرته ، ولم يبق أمامه إلا أن يسيطر على المقر وتنتهي الحرب بانتصار الإمام ( عليه السلام ) . وضغط الخوارج على الإمام ، وهددوه بالهجوم من خلفه إذا واصل القتال . فكان إصرار الإمام على مواصلة القتال بلا جدوى ! وأخيرا أرسل إلى مالك أن يوقف الحرب ، ويترك ساحة القتال . فأجاب مالك أن لو أذن الإمام بمواصلة القتال لحظات أخرى لانتهت الحرب بانتصار الإسلام وإبادة العدو . وهدد المارقون الإمام ( عليه السلام ) بالقتل ، فأرسل إلى مالك مرة أخرى أن إذا أردت أن أبقى حيا فارجع ! توقفت الحرب ، لكي يحكموا القرآن بينهم . وينبغي تعيين شخصين ممثلين عن الجيشين لإنهاء الحرب على أساس حكم القرآن . قال الإمام ( عليه السلام ) : ليختر أهل الشام من ينوب عنهم ، فاختار معاوية عمرو بن العاص السياسي المحترف المعروف ، فاقترح الإمام ( عليه السلام ) عبد الله بن عباس أو مالك
371
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 371