responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 35


وعلى أساس ما يتبناه هذا المذهب يعمل المثقف على توعية الجماهير ويكشف لها أشكال الشذوذ والتناقض والتمايز . وإذا ما وعت الجماهير فسوف تتحقق الحركة الحتمية للمجتمع نحو التكامل .
" إن إحدى نتائج المنطق الديالكتيكي هي أنه يلغي حاجة المجتمع إلى القيادة .
والحد الأعلى لحاجة المجتمع إلى المثقف والقائد - حسب هذا المنطق - هو أنه يدل الجماهير على ضروب الشذوذ والتناقض والتمايز ، ويشعرها بالتناقض الموجود في المجتمع لتظهر الحركة الديالكتيكية . ولما كانت الحركة حتمية وكان اجتياز الطريحة [1] والنقيضة [2] إلى الجميعة [3] أمرا لا مناص منه فإن المجتمع يطوي طريقه وينتهي إلى التكامل تلقائيا " [4] .
ولسنا الآن في صدد نقد هذه الفرضية ومناقشتها ، إذ أن بحثنا يدور حول أسس القيادة المستندة إلى التوحيد والنبوة ، ومع أن الفرضيات الماركسية لا تحتاج إلى نقد في هذه المرحلة من الزمان لأن التاريخ نفسه قد نقدها وأثبت زيفها وقبر رماد أوهامها تحت جدران القصر الأحمر في موسكو فإن هذه الرؤية - قبل أن تكون اعتقادا مذهبيا - إنما هي خطة خطرة ومعقدة لاستقطاب المغفلين من السياسيين . ولما كانت الحاجة إلى القيادة نابعة من طبيعة الإنسان وفطرة المجتمع البشري فإن المعتقدين بالمنطق الديالكتيكي عجزوا عن أن يثبتوا استغناء المجتمع عن القيادة - اللهم إلا في عالم الخيال - ولم يتمسكوا بهذه الفرضية الواهية على الصعيد العملي لحظة واحدة ، وأثبتوا بطلان عقيدتهم من خلال ممارساتهم نفسها ، فساقوا المجتمع إلى الضلال بقيادة حزبهم مدة سبعين سنة .



[1] هي المرحلة الأولى من مراحل الديالكتيك ( thesis ) .
[2] هي المرحلة الثانية من مراحله ( antithesis ) .
[3] هي نتيجة الجمع بين الطريحة والنقيضة ( synthesis ) .
[4] امامت ورهبري ( الإمامة والقيادة ) للأستاذ الشهيد مطهري : 23 .

35

نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست