نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 245
الذين كانوا يعرفونه جيدا . ويطرح ( عليه السلام ) - وهو يواصل حديثه - مفردات كثيرة من الانحرافات والبدع التي انتشرت بين الناس متخذة طابع السنة . ويذكر في آخر كلامه أنه أراد أن يغير إحدى البدع فجوبه باعتراض الناس . قال : " والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة ، وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة ، فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي : يا أهل الإسلام ، غيرت سنة عمر ، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ، ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري " [1] . أجل ، إن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذي لم يهادن معاوية لحظة واحدة ، ولم يمنح طلحة والزبير امتيازا يذكر ، ويصطدم بالمتغطرسين ومكدسي الثروة منذ بداية خلافته ، يتراجع أمام الرأي العام ولا يتعجل في مواجهة الانحرافات والتي اتخذت طابعا دينيا والتي يفضي تصحيحها إلى سخط الناس وإضعاف الحكومة الإسلامية ، ويستعمل غاية الكياسة والسياسة في مواجهتها . وهذا النهج درس عظيم للحكومات التي تريد أن تسير سيرته .