نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 246
الخلاصة ضرورة اتصاف القائد بمداراة الناس أمر منطقي وبديهي من منظار الأمم والشعوب كافة . أما من منظار الذين يفكرون برضا الناس مقابل رضا الله تعالى ، فإنه يبدو سقيما ومشينا للقادة الربانيين أول وهلة . إن تلبية مطالب الناس الشرعية حسب الرؤية الإسلامية ليست في مقابل مرضاة الله تعالى ، بل إنها تطرد في مرضاته . قد تسيطر الثقافة الغالطة على المجتمع بنحو يستتبع الاصطدام بها سخطا عاما . وفي مثل هذه الحالة يجوز العدول عن سياسة مداراة الناس ما لم تهدد أصول الإسلام وأهدافه . سياسة النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مداراة الناس : تأمين رضاهم بلا عدول عن المبادئ الإسلامية . من هنا كان يدفع مبالغ معينة من بيت المال لتأليف قلوب الأعداء ووقاية المسلمين الجدد من الانحراف . كما كان يعفو عن بعض المجرمين والمتآمرين المحكومين بعقوبات شاقة . كانت سياسة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في مداراة الناس كسياسة النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وبدأ بمقارعة الانحرافات التي كانت تهدد أساس الإسلام منذ اليوم الأول لخلافته . بيد أنه لم يتعجل في مواجهة البدع التي كان الناس قد ألفوها .
246
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 246