responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 244


ويتولى عليها رجال رجالا " [1] .
بعبارة أخرى : أصل الانحرافات هو أهواء ونزوات الحكام الذين يتولون قيادة المجتمع . هذه الأهواء تصبح حكما وأمرا وقانونا ، وتشيع في المجتمع ، وتغدو قاعدة للحكم والامتثال .
ثم يشير الإمام ( عليه السلام ) إلى نقطة مهمة وهي أننا ينبغي أن لا نتوقع أن كل ما يقوله الأشخاص الذين جروا المجتمع الإسلامي إلى الانحراف باطل وغالط ، لأن بطلان دعوتهم سيتضح حينئذ ويفقدون الدعم الجماهيري وتحبط مؤامرتهم . فيستغلون سياسة مزج الحق بالباطل من أجل أن لا يواجهوا هذا المأزق . ثم يروي ( عليه السلام ) كلاما عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) تنبأ فيه بظروف المجتمع في عصر الإمام ( عليه السلام ) ، فقال :
" كيف أنتم إذا لبستكم فتنة ، يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير ، يجري الناس عليها ويتخذونها سنة ، فإذا غير منها شئ قيل : قد غيرت السنة ، وقد أتى الناس منكرا " [2] .
ويواصل النبي ( صلى الله عليه وآله ) كلامه فيشير إلى المستقبل الخطر ، حين يعضد الفقهاء والمحدثون البائعوا دينهم ساسة عصورهم ، فيقول :
" ثم تشتد البلية . . . ويتفقهون لغير الله ، ويتعلمون لغير العمل ، ويطلبون الدنيا بأعمال الآخرة " [3] .
ويصرح الإمام ( عليه السلام ) بعد ذكر هذه المقدمات أن ممارسات معاكسة شاعت في المجتمع الإسلامي قبل خلافته . فإذا أراد أن يحمل الناس على تركها ويعيد المجتمع إلى ما كان عليه في عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) تفرق عنه جنده وبقي وحده ، أو بقي معه ثلة من أصحابه



[1] نهج البلاغة : الخطبة 50 .
[2] الكافي : 8 / 59 / 21 .
[3] نفسه .

244

نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست