نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 243
وأكد لهما في آخر كلامه أن هذه السياسة هي عين سياسة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنه لن يعدل عنها فيهم وفي غيرهم [1] . هذه السياسة - وإن ولدت متاعب كثيرة لحكومة الإمام ( عليه السلام ) - كانت ناجحة مع ما رافقتها من مصاعب ، وذلك بسبب دورها الأساس في تبيين أهداف الحكومة الإسلامية ودعم الناس لها . ولم يخش الإمام ( عليه السلام ) الصعاب ، وما كان مهما عنده هو إمكان الوقوف بوجه الزيغ والانحراف ، وهو ما يتكفل الدعم الجماهيري بتوفيره له . أما مواجهة الانحرافات التي كانت قد اتخذت طابعا دينيا في المجتمع الإسلامي وألفها الناس عدد سنين فلم تتيسر يومئذ ، لأنها على عكس مواجهة الانحرافات من القسم الأول ، فهذه تسبب سخطا عاما وتوهي أركان الحكومة الإسلامية . بعبارة أخرى : المواجهة العاجلة الطائشة للانحرافات التي غدت سنة في المجتمع الإسلامي لا تؤدي إلى تصحيحها ، بل تولد انحرافا أكبر منها ، وهو سقوط الحكومة الربانية . وقد كشف الإمام ( عليه السلام ) عن هذه الحقيقة المرة لأحد أتباعه المقربين ، وهو عامر بن واثلة ، وأقسم أنه لا يستطيع أن يخبر الناس بالحقائق التي يعرفها من الإسلام ، ولو أخبره بشئ منها فلا يلبث أن يبقى معه إلا أفراد قلائل منهم [2] . وفي كلام خاص له ( عليه السلام ) لطائفة من أهل بيته وخاصة أصحابه ، قدم توضيحا أكثر حول الانحرافات والبدع الجارية في المجتمع الإسلامي ، وصعوبة مقارعتها أيضا . وحلل فيه أصل الانحرافات الطارئة في المجتمع الإسلامي ، وقال : " . . . إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع وأحكام تبتدع ، يخالف فيها كتاب الله
[1] انظر شرح نهج البلاغة : 7 / 36 - 47 . [2] الكافي : 8 / 58 / 21 ، المحاسن : 1 / 330 / 672 ، و : ص 343 / 711 ، نهج البلاغة : الخطبة 50 ، بحار الأنوار : 2 / 290 و 315 ، و : 34 / 172 و 176 .
243
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 243