نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 240
بدأ الإمام ( عليه السلام ) بمكافحة القسم الأول من الانحرافات منذ اليوم الأول لخلافته . ولم يهدأ لحظة واحدة عن مقارعة الجائرين والمتحكمين وكانزي الثروة ، الذين انتهكوا حقوق المظلومين باسم صحبة النبي ، مستغلين سوابقهم المشرقة . أولئك المتظاهرون بالإسلام الذين كانوا ينتقدون فلسفة الثورة الإسلامية ، بل فلسفة نهضة الأنبياء القائمة على القسط والعدل . ومنذ اليوم الأول من خلافته عرض الإمام سياسته المبدئية عن طريق الإشارة والتعريض ، وأعلن للأمة أنه سيستعمل الحكومة وسيلة لإقامة الإسلام الحقيقي وحده ، ولا يلتفت إلى انتقادات الذين تضيرهم هذه السياسة . صعد المنبر في اليوم الثاني من خلافته ، وصرح بما أشار إليه في اليوم الأول ، وقال : " . . . ألا وإن الله عالم من فوق سمائه وعرشه أني كنت كارها للولاية على أمة محمد ، حتى اجتمع رأيكم على ذلك ، لأني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : " أيما وال ولي الأمر من بعدي ، أقيم على حد الصراط ، ونشرت الملائكة صحيفته . فإن كان عادلا أنجاه الله بعدله ، وإن كان جائرا انتفض به الصراط حتى تتزايل مفاصله ، ثم يهوي إلى النار . . . " ثم التفت ( عليه السلام ) يمينا وشمالا ، فقال : " ألا لا يقولن رجال منكم غدا قد غمرتهم الدنيا فاتخذوا العقار ، وفجروا الأنهار ، وركبوا الخيول الفارهة ، واتخذوا الوصائف الروقة ، فصار ذلك عليهم عارا وشنارا ، إذا ما منعتهم ما كانوا يخوضون فيه ، وأصرتهم إلى حقوقهم التي يعلمون ، فينقمون ذلك ، ويستنكرون ويقولون : حرمنا ابن أبي طالب حقوقنا ! ألا وأيما رجل من المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يرى أن الفضل له على من سواه لصحبته فإن الفضل النير غدا عند الله وثوابه وأجره على
240
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 240