نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 239
يريد الإمام ( عليه السلام ) من كلامه وموقفه أن يحقق الأهداف الآتية : 1 - يشعر الناس أنه غير متعلق بالرئاسة ، وأن ما قاله إلى الآن حول إمامته وقيادته هو من أجل توضيح الحقائق وتأمين مصالح المجتمع . وإذا قبل أن يقود الناس فلا هدف له إلا إقامة الحق . لذا لا يحق لأي فرد أو جماعة أن يتخذ من بيعته إياه ذريعة لفرض إرادته عليه ومطالبته بشئ . 2 - ينذر المسلمين أن الإسلام قد مني بالتغيير والتحريف خلال السنين الخالية ، وأن ما يطرح الآن باسم الإسلام في المجتمعات الإسلامية بعيد كل البعد عن الإسلام الأصيل ، وأن مكافحة هذه التحريفات تستتبع توترا سياسيا واجتماعيا بالغا . 3 - ينبه الناس على أن يتأهبوا لإزالة التحريفات ، وإعادة بناء المجتمع معنويا ، وتحكيم الإسلام الأصيل ، ويلتفتوا إلى أن بيعته تعني البيعة مع أهدافه ، والاستعداد لتطهير الإسلام الأصيل من شوائب التحريف . سياسة الإمام ( عليه السلام ) في مواجهة الانحرافات أجل ، في مثل تلك الأجواء قبل الإمام ( عليه السلام ) قيادة الأمة الإسلامية بعد إصرار الناس ، بيد أن النقطة المهمة هي أنه لم يواجه الانحرافات بتعجل ، لأن الاصطدام المفاجئ بجميع الانحرافات التي ألفها المجتمع باسم الإسلام سنين من عمره يسخط عامة الناس عليه ، ويوهي أركان الحكومة . وقسم ( عليه السلام ) الانحرافات إلى قسمين تبعا لسياسة النبي ( صلى الله عليه وآله ) : الأول : الانحرافات التي كانت تتناقض مع الأهداف الأصلية للإسلام . ومكافحتها لا تستتبع نتائج وخيمة وتوترا سياسيا واجتماعيا كبيرا يسخط جمهور الناس . الثاني : الانحرافات التي لم تهدد أساس الإسلام . والوقوف أمامها يسخط معظم الناس على الحكومة .
239
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 239