نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 237
< فهرس الموضوعات > وقاية القيادة من الأراجيف المثارة ضدها < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الامام أمير المؤمنين عليه السلام ومداراة الناس < / فهرس الموضوعات > وقاية القيادة من الأراجيف المثارة ضدها لم يصطدم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأشد أصحابه نفاقا في حالات كثيرة ، وذلك من أجل الوقوف بوجه الأراجيف التي تبث ضد القيادة ، وتستبع تشكيك الناس بها في آخر المطاف ، ومع أن قتلهم كان يبدو ضروريا للحؤول دون تخريبهم وإثارتهم للفتن ، إلا أنه كان يتغاضى عن ذلك لمصالح أهم . وكان عبد الله بن أبي أحد المنافقين الذين حدثنا القرآن الكريم بتآمرهم ونفاقهم في سورة " المنافقون " . وعندما عرض على النبي ( صلى الله عليه وآله ) قتله قال : " لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه " [1] . إن الإشاعة التي تضعف القاعدة الشعبية للحكومة الإسلامية أخطر على المجتمع الإسلامي من وجود منافق في صفوفه بمرات كثيرة . من هنا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يحظر عقوبة بعض المجرمين من الصحابة . الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومداراة الناس كانت سيرة الإمام علي ( عليه السلام ) في مداراة الناس وإرضائهم ودعمهم كسيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) تماما ، فقد كان يتفادى كل عمل يسخط الناس . لذلك تعذر عليه الوقوف بوجه كثير من الانحرافات في بداية خلافته . وظهرت انحرافات كثيرة في المجتمع الإسلامي ، وتطبع الناس عليها خلال المدة التي كان الإمام قد اقصي فيها عن الساحة السياسية ، وأخطر من ذلك أن هذه الانحرافات قد رسخت في المجتمع وأقرت باسم الإسلام الأصيل حين عاد الإمام ( عليه السلام ) إلى الساحة السياسية ، فمن الطبيعي أن الموقف المتعجل منها يفضي إلى سخط الناس ، ويولد مشاكل مختلفة .