نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 236
تأليف قلوب الأعداء كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يهب قسما من غنائم الحرب لعدد من ألد أعداء الإسلام الذين كانوا قد أسلموا ظاهرا ، حتى اعترض عليه طائفة من أصحابه ، وقالوا : " يغفر الله لرسول الله ، يعطى قريشا ويدعنا ، وسيوفنا تقطر من دمائهم " [1] . قال ذلك أناس من الأنصار يوم حنين حين أفاء الله على رسوله من أموال هوازن ما أفاء ، فطفق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يعطي رجالا من قريش المائة من الإبل . فحدث رسول الله بمقالتهم ، فأرسل إلى الأنصار . . . فلما اجتمعوا جاءهم . . . فقال : ما حديث بلغني عنكم ؟ فقال له فقهاء الأنصار : أما ذوو رأينا ، يا رسول الله فلم يقولوا شيئا . وأما أناس منا حديثة أسنانهم . . . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إني أعطي رجالا حديثي عهد بكفر أتألفهم أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رجالكم برسول الله ؟ ! فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به " . فقالوا : بلى يا رسول الله ، قد رضينا [2] . نلحظ هنا أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مارس أبلغ الفطنة والسياسة في مداراة الناس . فمن جهة عمل - بإعطاء الهدية - على تليين المتظاهرين بالإسلام الذين كانوا يشكلون خطرا عليه . ومن جهة أخرى كسب قلوب الموالين الذين لم يعطهم شيئا من الغنائم ، عبر تعامله المفعم بالعاطفة معهم .
[1] صحيح البخاري : 3 / 1147 / 2978 ، صحيح مسلم : 2 / 733 / 1059 ، مسند ابن حنبل : 4 / 331 / 12696 ، السنن الكبرى : 6 / 548 / 12934 ، و : 7 / 28 / 13181 . [2] صحيح البخاري : 4 / 575 / 4076 ، صحيح مسلم : 2 / 732 / 1059 ، مسند ابن حنبل : 4 / 332 / 12696 .
236
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 236