نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 235
الأعداء المتظاهرين بالولاء وجعلهم موالين حقيقيين ، أو لتقليل حقد الأعداء اللد . وقد يعفو عن أشخاص يستحقون القتل للوقوف بوجه الإشاعات التي تبث ضد الحكومة الإسلامية . وقاية الأتباع من الانحراف إن الخطوات التي كان يتخذها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لوقاية أتباعه الجدد من الانحراف أو الانفصال يمكن أن تعد من مصاديق سياسته في مداراة الناس . روى عامر بن سعد عن أبيه قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعطى رهطا وأنا جالس فيهم . قال : فترك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رجلا لم يعطه ، وهو أعجبهم إلي . فقمت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فساررته ، فقلت : يا رسول الله ، ما لك عن فلان ؟ والله إني لأراه مؤمنا ! . . . فسكت قليلا ، ثم غلبني ما أعلم منه ، فقلت : يا رسول الله ، ما لك عن فلان ؟ فوالله إني لأراه مؤمنا ! فسكت . . . فقلت : يا رسول الله ، ما لك . . . ؟ قال : " إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه ، خشية أن يكب في النار على وجهه " [1] . هذا الكلام الحكيم يعبر عن حقيقة ، وهي أن على القيادة في النظام الإسلامي أن تعنى عناية بالغة ببعض الأشخاص في المجتمع . خاصة حديثي العهد بالمفاهيم الإسلامية للحؤول دون انحرافهم ، وإلا فإنهم يمنون بالانحطاط والانحراف ، ويتبعون سبيل غير المؤمنين ، ويضيعون حياتهم الخالدة بسبب ضعف نفوسهم وضيق نظرهم . فعناية القيادة البالغة برفاهية هؤلاء سياسة سديدة ، لكنها لا تدل على أن لهم قيمة حقيقية ، وأن غيرهم لا قيمة لهم .
[1] صحيح مسلم : 2 / 732 / 131 ، تفسير ابن كثير : 2 / 445 ، سنن الترمذي : 3 / 53 / 666 .
235
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 235