نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 234
2 - قد تتأصل الثقافة الغالط ة المسيطرة على المجتمع بنحو يستتبع الاصطدام بها سخطا عاما ، ويحدث هزة في أركان الحكومة الإسلامية . وحينئذ يجوز العدول عن سياسة مداراة الناس إذا لم تتهدد أصول الإسلام وأهدافه . من هنا فإن القادة الربانيين - مع أن تلبية المطالب الشرعية للناس تتصدر برامجهم الحكومية - يعملون عن روية في مواجهتهم للمطالب غير الشرعية . ويتحامون من الأعمال التي تستتبع سخطا عاما ، إلا في الحالات التي تتهدد بها أصول دعوتهم . النبي ( صلى الله عليه وآله ) ومداراة الناس من النقاط البارزة واللافتة للنظر في الحياة السياسية للنبي ( صلى الله عليه وآله ) سياسته في مداراة الناس بلا عدول عن مبادئ الإسلام . بيد أنه عندما طلب منه أن يتنازل عن المبادئ رفض ذلك بصراحة مهما كلف الثمن . ونلاحظ ذلك حين نقل إليه عمه أبو طالب عرضا من زعماء قريش في تمليكه عليهم بشرط أن يترك الدعوة إلى التوحيد ، فقال : " يا عم ، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ، ما تركته " [1] . ولكن عندما لا يتعلق الأمر بترك الهدف والتنازل عن المبادئ نرى أنه ( صلى الله عليه وآله ) يبذل قصارى جهده ليرضي العامة . من أجل ذلك كان يتجنب القيام ببعض الأعمال الحسنة غير الضرورية للحؤول دون جرح مشاعر الناس . وكذلك كان يدفع مبالغ معينة من بيت المال لوقاية الأشخاص الحديثي عهد بالإسلام من الانحراف ، أو لتأليف قلوب