نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 220
بعنانها ، واستبددت برهانها ، كالجبل لا تحركه القواصف ، ولا تزيله العواصف " [1] . أجل ، كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في أيام خلافته مثالا بارزا للقائد العارف بزمانه . وكذلك كان الأئمة ( عليهم السلام ) جميعهم من بعده . إذ كان صمتهم وكلامهم وحربهم وسلمهم تبعا لما تتطلبه عصورهم . من هنا نحن نعتقد أن الإمام الحسن ( عليه السلام ) لو كان يقود الأمة في عصر الإمام الحسين ( عليه السلام ) لحارب يزيد . ولو كان الإمام الحسين ( عليه السلام ) متصديا للإمامة في عهد الإمام الحسن ( عليه السلام ) لصالح معاوية . وهكذا قاد الأئمة الآخرون ( عليهم السلام ) المجتمع الإسلامي حسبما تتطلبه عصورهم . ويكمن سر غيبة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه في ما تطلبه عصره يومئذ . فهو بقية الله وذخيرته لإنقاذ البشرية وإقامة الحكومة الصالحة على الأرض ، وتقتضي الحكمة الإلهية غيبته إلى أن تتهيأ الأرضية المناسبة لإقامة تلك الحكومة . معرفة الفقهاء بالزمان عندما يتولى الفقهاء هداية الناس وقيادتهم في عصر الغيبة ، فإن معرفتهم بالزمان ضرورة حتمية ، فالفقيه الذي لا يعرف متطلبات عصره فاقد لأحد الشروط الأصلية المهمة للاجتهاد ، ولا يصلح لمقام الإفتاء والقيادة . قال القائد الكبير للثورة الإسلامية الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه في دور معرفة الزمان في هداية الناس وقيادتهم ، وفي ضرورة الاطلاع على متطلبات العصر بوصفه شرطا للاجتهاد : " الزمان والمكان عنصران حاسمان في الاجتهاد . والمسألة التي كان لها حكم في الماضي ربما يكون لها حكم جديد في العلاقات التي تحكم الشؤون