نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 221
السياسية والاجتماعية والاقتصادية لنظام من الأنظمة . أي : أن المعرفة الدقيقة للعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تجعل الموضوع الأول الذي لم يختلف عما كان عليه في الماضي من حيث الظاهر موضوعا جديدا يتطلب حكما جديدا لا محالة . وينبغي للمجتهد أن يلم بقضايا عصره . ولا يستسيغ الناس والشباب بل حتى العوام أن يقول المرجع والمجتهد : لا رأي لي في القضايا السياسية ، فالاطلاع على كيفية التعامل مع الاقتصاد العالمي ، ومعرفة ضروب السياسة والسياسيين ومعادلاتهم المفروضة ، وإدراك الموقع الذي يحتله النظام الرأسمالي والشيوعي في العالم ، والتعرف على نقاط قوتهما وضعفهما إذ هما اللذان يحددان استراتيجية التسلط على العالم ، كل ذلك من صفات المجتهد الجامع " [1] . وكان الإمام الراحل ( قدس سره ) نموذجا بارزا للفقيه العارف بزمانه في عصر الغيبة . وحسبنا نظرة مجملة على سيرته السياسية وفتاواه الحاسمة قبل انتفاضة الخامس من حزيران سنة 1963 م وبعدها حتى انتصار الثورة الإسلامية ، وإلى آخر لحظة من حياته المباركة . وكان قبل إعداد المقدمات لانتفاضة الخامس من حزيران - كسائر الفقهاء - مشغولا بالدرس والبحث . أما بعد إعداد المقدمات فقد بدأ تحركا لا هوادة فيه ضد حكومة الشاه ، وتصدى لقيادة النضال . وبعد نفيه إلى النجف الأشرف اختار السكوت تقريبا ، وعكف على التدريس حتى تمهيد الأرضية لنهضة شعبية عامة . ثم استأنف تحركه ضد حكومة الطاغوت في أفضل الظروف الزمنية ، وعاد إلى إيران قادما من فرنسا في أكثر لحظات الثورة حساسية على عكس ما أراده جميع الناصحين المشفقين . وشكل حكومة في مقابل حكومة بختيار ، وأفتى بوجوب خرق
[1] صحيفة النور : 21 / 98 ، نداء الإمام إلى علماء البلاد ومراجع المسلمين بتاريخ 15 رجب 1409 ه .
221
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 221