responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 208


يعلم أن أهليتكم وجدارتكم لتولي أمور الناس لا تقل عن الآخرين ! سوى أننا لا نملك الإقدام على القتل بغير حق ، وعلى الجور والخسف ، لأن ذلك ليس من شأننا .
أحد رجال الدولة في إيران خاطبني في السجن . . . قائلا : " السياسة خبث وكذب ونفاق . . . اتركوا ذلك لنا " !
هذا صحيح . ولئن كانت السياسة لا تعني إلا هذه الأمور فهي بهذا المعنى من شؤونهم . ولكن السياسة في الإسلام والسياسة لدى الأئمة ( عليهم السلام ) ، الذين هم " ساسة العباد " لا تعني ما قاله لي ذلك الرجل الذي أراد خداعنا والتمويه علينا . ثم ذهب ، وفي اليوم التالي ظهرت الصحف لتعلن : " إنه تم الاتفاق على أن لا يتدخل علماء الدين في السياسة بعد اليوم " . وبعد الإفراج عني رقيت المنبر وكذبت تلك الأنباء الصحفية التي نشرت في حينها ، وقلت : إن الرجل ليكذب . ولو أن الخميني أو غيره قال ذلك فينبغي نفيه من البلاد .
وهؤلاء - كما ترون - قد ألقوا في روعكم أن السياسة خبث ومكر وكذب ليصرفوكم عنها ، وليعبثوا بأمور الأمة ما شاءت لهم أنفسهم . . . " [1] .
نلحظ أن السياسة في قاموس السياسي التقليدي هي في الحقيقة أداة للتحكم والتسلط ، بيد أنها في قاموس السياسي الإسلامي أداة لإقامة القسط والعدل في المجتمع . من هنا نقول في تعريف جامع موجز : السياسة في الإسلام فن إدارة الحكم لتحقيق القيم الربانية .
السياسي التقليدي يريد التسلط ، فكل ما يقربه من هذا الهدف يعد سياسة ، سواء كان صدقا أم كذبا ، استبدادا أم ديمقراطية ، عدلا أم ظلما ، إسلاما أم كفرا ، وسواء ساق في آخر المطاف إلى الجنة أم إلى النار . أما السياسي الإسلامي فإنه يريد



[1] الحكومة الإسلامية : 136 .

208

نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست