نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 197
الأنبياء في الرعي قبل البعثة فستستبين لنا نقاط رائعة في مجال تعليم القيادة وتجربتها ، وكيفية تنمية موهبة الإمامة . فالرعي يعلم طالب الفرع الإداري دروسا متعددة ومتنوعة : " أليس الرعي نفسه قيادة ؟ فالراعي يصون القطيع من الأخطار ، ويطرد الذئاب عنه ، ويقتاده نحو المراتع الممرعة ، ويوصله إلى عين الماء . يضاف إلى ذلك أن الراعي هو الإنسان الوحيد الذي وقف حياته على حياة القطيع ، فقد انقطع عن مدينته ودياره وأسرته وقرابته وجاء إلى الصحراء ، وربط مصيره بمصير قطيعه ، وحرم نفسه من مواهب الحياة جميعها . ويمضي وقته في البيداء من أجل القطيع ، وبكلمة واحدة : يفدي نفسه للقطيع . ويتعلم الراعي درسا مؤلما آخر أيضا ، وهو الدرس الذي إن لم نقل إنه يستحيل على الآخرين فهو صعب عسير في الأقل . لم يجب أن نتحمل ري بستان تنمو فيه أزهار من ورق لا خير منها ؟ ولماذا يضحي بنفسه من أجل طائفة لا تفهم شيئا ، ولا تعرفه ، ولا تدرك تضحيته ؟ ولماذا يفكر بمن لا يفكر إلا ببطنه وسمنته ؟ ولماذا يهب حياته وسعادته من لا تهمه إلا حياته هو وسعادته الخاصة ؟ ! إنها أسمى درجات القيادة حقا . من هنا ، كان الأنبياء جميعهم رعاة . تعلموا المعاناة في الرعي وتمرنوا عليها من أجل قوم كالأغنام التي طأطأت خطمها في الأرض لا تعرف إلا السوام . إن مجرد الالتقاء بالحمقى يجلب الهم ويأخذ بالخناق ، فكيف بالاختلاط بهم والاشتراك معهم في الحياة المعنوية والاجتماعية والعمل ؟ وأي عمل ؟ إنه العمل الفكري والسياسي ، بخاصة " النضال السياسي " في مثل تلك البيئة ومع أولئك الأشخاص ! . . .
197
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 197