نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 168
ومن البديهي أنهم لو لم يمارسوا نشاطا سياسيا ولم ينبروا للمستكبرين المتسلطين فلا داعي لاستشهادهم جميعا . وبالنظر إلى أن التظاهر بالإسلام كان من أهم الأساليب التي اختدمها حكام الجور يومذاك وأن قتل أولاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان ينزل أكبر ضربة بسياستهم فلا ريب أنهم لولا شعورهم بالخطر على حكوماتهم لما ارتكبوا مثل هذا الخطأ . التعارض مع أحاديث القيام أشرنا في بداية هذا الفصل إلى أن إدانة الثورات التي تقوم قبل حكومة الإمام المهدي ( عليه السلام ) - كما جاء في الأحاديث السابقة - تتعارض مع حكم العقل وتخالف القرآن وسيرة الأئمة ( عليهم السلام ) . ونضيف إليه الآن أنها تتعارض أيضا مع الدلالة الصريحة لقسم آخر من الأحاديث . ويمكن تقسيم هذه الأحاديث إلى ثلاثة أقسام : الأول : الأحاديث الواردة في وجوب الثورة على الظالمين عند الإمكان ، وعدم الانقياد لمطالبهم غير المشروعة . وفيما يأتي نماذج منها : 1 - كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يحدث جماعة من أصحابه عن الحوادث المرة التي ستقع بعده ، ويخبرهم أن السلطان سيفترق عن القرآن الكريم في المستقبل . وطلب منهم أن يدوروا مع القرآن حيث دار . وقال : وستكون عليكم أئمة إن أطعتموهم أضلوكم ، وإن عصيتموهم قتلوكم ! قالوا : فكيف نصنع يا رسول الله ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : " كونوا كأصحاب عيسى نصبوا على الخشب ونشروا بالمناشير ، موت في
168
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 168