نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 167
عن الجواب السلبي الذي أجاب به قوم موسى عندما دعاهم إلى المسير نحو الأرض المقدسة ] : * ( قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون ) * [1] . فقام منهم ناس فقالوا : يا أمير المؤمنين ، الجراح فاشية في الناس ، فارجع إلى الكوفة ، فأقم بها أياما ثم اخرج . خار الله لك ، فرجع إلى الكوفة عن غير رضا " [2] . ومع أن الإمام - بعد رجوعه إلى الكوفة - كان في الأيام الأخيرة من عمره الشريف ، وكان يكثر من الإخبار عن استشهاده الوشيك ، لكنه كان يصر إصرارا كبيرا على إعداد المسلمين لقتال معاوية ويقول : قاتلوا معاوية بعدي مع كل إمام ! وأخيرا ، عبأ جيشه للجهاد من خلال خطبة حماسية مهيجة ، قبل استشهاده بأسبوع تقريبا . ومن الذين عقد لهم الألوية في تلك التعبئة العامة : ولده الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وقيس بن سعد ، وأبو أيوب الأنصاري ، وأمر كلا منهم على عشرة آلاف ، وهكذا عزم ( عليه السلام ) على الرجوع إلى صفين ، بيد أنه استشهد بسيف الجهل الذي ضربه به ابن ملجم قبل انتهاء ذلك الأسبوع المصيري [3] . أجل ، لم يبذل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) جهوده لمقارعة الظالمين والغاصبين لحكومة الحق والعدل فحسب ، بل لم يتردد لحظة واحدة في سبيل إقرار الحكومة الإسلامية العالمية . وانتهج الأئمة ( عليهم السلام ) سيرته بعده أيضا . وأفضل دليل معبر عن ذلك هو أنهم استشهدوا جميعهم على أيدي حكام عصورهم [4] .
[1] المائدة : 22 . [2] شرح نهج البلاغة : 2 / 192 . [3] انظر شرح نهج البلاغة : 10 / 99 فما بعدها . [4] انظر بحار الأنوار : 27 / 207 / الباب 9 " . . . إنهم لا يموتون إلا بالشهادة " .
167
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 167