نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 166
أن أتنصل عن مسؤوليتي في مقارعة الظالمين . كلا ، فما دام الناس يطيعونني ، وما دمت قادرا على الجهاد ، فإن علي قتالهم ، لكي اعذر من نفسي أمام الله تعالى إذ أديت ما علي . وفي ضوء ذلك ، واصل الإمام ( عليه السلام ) جهاده في قتال الظالمين حتى الأيام الأخيرة من حياته الحافلة بالجهاد والنضال . قال ابن أبي الحديد : " خطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بهذه الخطبة بعد فراغه من أمر الخوارج ، وقد كان قام بالنهروان ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : أما بعد ، فإن الله قد أحسن نصركم ، فتوجهوا من فوركم هذا إلى عدوكم من أهل الشام ، فقاموا إليه ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، نفدت نبالنا ، وكلت سيوفنا ، وانصلتت أسنة رماحنا ، وعاد أكثرها قصدا . ارجع بنا إلى مصرنا نستعد بأحسن عدتنا . ولعل أمير المؤمنين يزيد في عددنا مثل من هلك منا ، فإنه أقوى لنا على عدونا . فكان جوابه ( عليه السلام ) [ آية كريمة تتحدث عن إصرار موسى ( عليه السلام ) على قومه أن يحاربوا عدو الحق ويسخروا الأرض المقدسة وهم لم يستجيبوا ] : * ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ) * [1] . فتلكأوا عليه وقالوا : إن البرد شديد . فقال : إنهم [ عدوكم ] يجدون البرد كما تجدون . فتلكأوا وأبوا ، فقال : اف لكم ، إنها سنة جرت . ثم تلا قوله تعالى [ الذي يعبر