نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 146
وجاء في شرح الموطأ بأن رأي مالك وجمهور أهل السنة هو : " إذا ظلم الإمام فالطاعة أولى من الخروج " [1] . وأخيرا قال المحدث السني المعروف الحافظ محيي الدين النووي الشافعي ( المتوفى 676 ه ) في شرح صحيح مسلم : " قال جماهير أهل السنة من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين : لا ينعزل بالفسق والظلم وتعطيل الحقوق ، ولا يخلع ، ولا يجوز الخروج عليه بذلك ، بل يجب وعظه وتخويفه " [2] . وكان أحد الأنصار المتحمسين لهذا المنحى الخطر - الذي يعد أهم عوامل انحطاط المسلمين وتأخرهم - هو الحسن البصري . والحسن هذا كان شابا يافعا في أيام حكومة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . ولما افتتح الإمام ( عليه السلام ) البصرة بعد حرب الجمل اجتمع الناس عليه ، وفيهم الحسن البصري ومعه الألواح . فكان كلما لفظ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كلمة كتبها ، فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بأعلى صوته : ما تصنع ؟ قال : نكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم . وكان الإمام ( عليه السلام ) بما أوتي من بصيرة إلهية يعرفه جيدا ويخبر مستقبله ، فالتفت إلى الحاضرين ، قال كلمته التاريخية بشأنه : " أما إن لكل قوم سامريا [3] ، وهذا سامري هذه الأمة ، أما أنه لا يقول : " لا
[1] المذاهب الإسلامية : 89 . [2] صحيح مسلم بشرح النووي للإمام النووي : 12 / 470 . انظر الغدير : 7 / 136 - 152 . [3] دعا السامري أتباع موسى ( عليه السلام ) إلى عبادة العجل ، فصار سببا في ضلالهم ، ونقل القرآن الكريم قصته في سورة طه : 95 - 98 . وجاء في الروايات أنه ابتلي بمرض بعد عمله هذا ، حتى أن الناس كانوا يفزعون منه . وكان يفر من كل من يقترب منه ويصيح : " لا مساس " أي لا تقتربوا مني ولا تمسوني .
146
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 146