نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 145
به لك [1] ، ثم بقوا بعده - عليه وآله السلام - فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والبهتان ، فولوهم الأعمال ، وجعلوهم حكاما على رقاب الناس ، وأكلوا بهم الدنيا ، وإنما الناس مع الملوك والدنيا ، إلا من عصم الله " [2] . إن النقطة اللافتة للنظر هنا هي أننا نلاحظ بعد وفاة الرواة المنافقين الذين كانوا قد أدركوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن أحاديثهم الموضوعة لما كانت لا تلبي حاجة الحكام الجائرين ، فقد أضيف إليها نوعان آخران من الأحاديث المختلقة : 1 - أحاديث مكذوبة اختلقها الوضاعون على لسان بعض الصحابة المؤمنين المجاهدين ، مثل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذي كان يكافح الأحاديث الموضوعة ويناهضها ! 2 - أحاديث مفتراة نسبت إلى صحابة وهميين مختلقين لا وجود لهم أساسا ! [3] . وليس هنا موضع الحديث عن هذا الأمر المؤلم الممض ، بيد أن الأمض هو أن كثيرا من الفقهاء في العالم الإسلامي قد استندوا في فتواهم إلى الأحاديث المذكورة الواهية ، وما يزالون يفتون ، ويجرون المسلمين وراءهم إلى جحيم الضلال . فأفتى الشافعي ومالك وأحمد بن حنبل بوجوب الصبر على جور الحاكم وحرمة الخروج عليه [4] . قال أحمد بن حنبل : " لا يخرج على الامراء بالسيف وإن جاروا " [5] .
[1] بين القرآن الكريم في آيات كثيرة مواصفات المنافقين المتظاهرين بالإسلام ، وحذر من خطرهم على الدين . ومن هذه الآيات قوله تعالى : * ( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم ) * ، التوبة : 101 . [2] نهج البلاغة : الخطبة 210 . [3] عرف منهم لحد الآن مائة وخمسون صحابيا . انظر كتاب " خمسون ومائة صحابي مختلق " للعلامة السيد مرتضى العسكري . [4] المذاهب الإسلامية : 90 . [5] المذاهب الإسلامية : 90 ، المناقب لابن الجوزي : 1402 / 2 / 176 دار الآفاق الجديدة - بيروت .
145
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 145