نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 143
يريد هذا الحديث من الناس أن يساوموا الحكام المفسدين من خلال مغالطتين ، الأولى : أن صلاحهم أكثر من فسادهم . والثانية : أنهم سيلاقون جزاء آثامهم ، ولا علاقة لذنوبهم بالناس . ومآل هذا أن ينفصل الدين عن السياسة ، وما على المسلمين إلا الصبر والسكوت أمام ظلم الحكام المفسدين ! ويبدو أن هذه الأحاديث الموضوعة كلها وأمثالها [1] تمهيد لوضع الحديثين الآتين اللذين نسبوهما إلى صحابيين كبيرين معروفين : 1 - قال عبد الله بن مسعود : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : " من فارق الجماعة فاقتلوه " [2] . 2 - قال أبو ذر : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : " من قاتل على الخلافة فاقتلوه ، كائنا من كان " [3] . وهكذا يستبين أن كل من لا يصغي إلى هذه الأحاديث المموهة بالنصح وينهض لمعارضة الحكام الجائرين المفسدين فما جزاؤه إلا الإبادة والإعدام ! وكانت هذه الأحاديث - التي نقلت مشافهة كأحاديث نبوية - أفضل وسيلة دعائية لبقاء الحكومات الجائرة واستمرارها ، ولم يتسم جمهور الأمة يومئذ بوعي ديني وسياسي كاف ، كما لم يصدقوا أن صحابيا يفتري على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أو أن الشخص الذي نسب هذه الأحاديث إلى الصحابي يكذب عليه . وفعلت تلك الدعايات المسمومة فعلتها فلم يجرؤ أحد على معارضة الحكام الفاسدين ، كما لا يجرؤ اليوم
[1] انظر مسند ابن حنبل : 6 / 275 و 295 و 297 و 302 و 305 و 321 و 384 و 387 ، وصحيح البخاري : 5 / 113 و 281 ، وسنن الدارمي : 2 / 41 ، سنن أبي داود : 4 / 242 و . . . . [2] تاريخ بغداد : 7 / 131 ، كنز العمال : 1 / 208 / 1044 . [3] كنز العمال : 1 / 209 / 1046 .
143
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 143