نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 140
أمكننا أن نستنتج بيسر كيف وضع هذا الحديث بأسلوب ماكر ليلزم المسلمين بالسكوت والصبر على ظلم حكامهم . وجاء في " باب طاعة الأمراء وإن منعوا الحقوق " من هذا الكتاب أيضا : " إن سلمة بن يزيد سأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا نبي الله ، أرأيت إن قامت علينا امراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا ، فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه ! ثم سأله ، فأعرض عنه ! ثم سأله في الثانية أو في الثالثة فجذبه الأشعث بن قيس وقال : اسمعوا وأطيعوا ، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ! " [1] . وقال في حديث بعده : فجذبه الأشعث ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " اسمعوا وأطيعوا ، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم " ! نلاحظ أن هذا الحديث الموضوع يحاول أن يملي على الناس مطلبين : 1 - أن الجواب عن المسائل السياسية ليس من شأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! فلا يسأل إلا المسائل الشرعية كالصلاة والصيام وأمثالهما . من هنا نجد أن السائل حين يكرر سؤاله يعرض عنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، معبرا عن كرهه لطرح مثل هذه المسائل . 2 - أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) نص أو أيد حرمة النهي عن المنكر ومكافحة الفساد والظلم الذي كان يمارسه الحكام ! ويريد أن يقول - في الحقيقة - : إن شأن نزول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الظالم والفاسد هو لغير الطبقة الحاكمة على المجتمع ! من هنا فإن سحق الامراء حقوق الناس لا ينبغي أن يفضي إلى معارضتهم ، بل عليهم أن يطيعوا هؤلاء المفسدين ويسمعوا كلامهم ، لأن ذلك الحديث الموضوع جعل الحكام مسؤولين عن أعمالهم ، والناس مسؤولين عن أعمالهم أيضا ! ! وهنا يستبين لنا مصدر