نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 139
فسادهم واختلاف الخاصة والعامة إليهم ، فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك " [1] . وهنا أدعو جميع القراء الكرام من أي مذهب كانوا أن يدعوا العناد والتعصب جانبا ويدرسوا هذه الأمور بنظرة علمية فاحصة ، فهل يحصلون على نتيجة غير التي ذكرناها ؟ وأدعوهم أن يحكموا بإنصاف وينظروا هل كان لفصل الدين عن السياسة جذر سياسي أم جذر ديني ؟ وماذا فعل الساسة المتسلطون على البلاد الإسلامية باسم الدين ؟ ألم يتركوا المسلمين سادرين في غفلتهم إلى الآن ؟ ألم يحولوا دون تحكيم الإسلام الأصيل على المجتمعات الإسلامية ؟ وهل هناك طريق لإحياء القيم الإسلامية في كافة الأبعاد المادية والمعنوية إلا إعادة السياسة إلى الدين ، والإقرار بقيادة رجل عادل عارف بالإسلام ، وتشكيل حكومة صالحة ؟ وإذا أردنا أن ندرس - كباحثين - " صحيح مسلم " [2] ، وهو أحد كتب الحديث المهمة عند أهل السنة ، فإننا نصل في الجزء الثالث منه إلى " كتاب الإمارة " . ويدور هذا الكتاب حول موضوع بحثنا " القيادة من منظار الإسلام " . وتمثل عناوين كل باب في هذا الكتاب استنباطات المؤلف من الأحاديث المطروحة في ذلك الباب . على سبيل المثال ، نقل في " باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة واستئثارهم " ثلاثة أحاديث منسوبة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، نقرأ فيها : " إنكم ستلقون بعدي أثرة ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض " [3] . وإذا تأملنا هذا الحديث قليلا وقايسناه بحديث الثقلين المتواتر - الذي يرى أن قيادة إمام الحق والعدل لا تقبل الانفصال عن القرآن والإسلام حتى يوم القيامة -
[1] تحف العقول : 276 ، بحار الأنوار : 78 / 132 / 2 . [2] تأليف محمد بن مسلم النيسابوري المتوفى سنة 261 ه . [3] صحيح مسلم : 3 / 1474 / 1845 ، مسند ابن حنبل : 7 / 44 / 19114 و 19116 .
139
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 139