نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 138
إن قرونا عديدة قد مرت على انفصال إمامة إمام الحق والعدل عن كيان الإسلام ، بيد أن الثورة الإسلامية الإيرانية أفاضت بركاتها على المسلمين الواعين في العالم فأدركوا جيدا أن هذا الانفصال هو سبب جميع المفاسد الاجتماعية ، وهو الباعث على انحطاطهم . والأمر البالغ الأهمية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الإسلام هو تقصي جذور هذا الانفصال والانفصام ، أي أن ندرك كيف انفصل مبدأ الإمامة عن الإسلام ؟ ومن هم الذين فصلوا الدين عن السياسة ، والقرآن عن العترة ، والإسلام عن الإمامة ؟ كيفية فصل الدين عن السياسة ينبغي أن نتلمس جواب ذلك في كتابات القرون الإسلامية الأولى ، وفي تضاعيف كتب التاريخ والحديث والتفسير المدونة آنذاك . وتدلنا دراسة دقيقة لهذه الكتب على أن فصل الدين عن السياسة قد تحقق باسم الدين ، وانتهى بتدميره وهجر القرآن والعترة . وقام الساسة المحترفون المتسلطون على العالم الإسلامي يومئذ باجتثاث جذر الإسلام الأصيل بمعول يسمى " الإسلام " وأبادوا أنصاره الحقيقيين . وفي هذا المجال قدم المتولون الرسميون للشؤون الدينية ووعاظ السلاطين أكبر خدمة للطواغيت المتسلطين على البلاد الإسلامية . وليس هناك أفضل من أولئك الجهلة " المتنسكين " الذين باعوا دينهم بدنياهم من يستطيع أن يقنع الناس بأن السياسة مفصولة عن الإسلام ، وأن عليهم - بحكم القرآن وأمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) - أن يطيعوا كل مجرم يمسك زمام المجتمع الإسلامي بأي شكل كان . كتب الإمام علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام ) رسالة إلى أحد وعاظ السلاطين في عصره ، وهو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، قال له فيها : " فلم يبلغ أخص وزرائهم ولا أقوى أعوانهم إلا دون ما بلغت من إصلاح
138
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 138