نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 128
واجب الطاعة بالاختبار ، فلا يعذر أحد من المكلفين في الجهل بوجوب طاعته . وأما على مذهب الشيعة فلأنه إمام واجب الطاعة بالنص فلا يعذر أحد من المكلفين في جهالة إمامته ، وعندهم أن معرفة إمامته تجري مجرى معرفة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ومجرى معرفة البارئ سبحانه . ويقولون : لا تصح لأحد صلاة ولا صوم ولا عبادة إلا بمعرفة الله والنبي والإمام . وعلى التحقيق ، فلا فرق بيننا وبينهم في هذا المعنى ، لأن من جهل إمامة علي ( عليه السلام ) وأنكر صحتها ولزومها فهو عند أصحابنا مخلد في النار ، لا ينفعه صوم ولا صلاة ، لأن المعرفة بذلك من الأصول الكلية التي هي أركان الدين . ولكنا لا نسمي منكر إمامته كافرا ، بل نسميه فاسقا وخارجيا ومارقا ونحو ذلك . والشيعة تسميه كافرا . فهذا هو الفرق بيننا وبينهم ، وهو في اللفظ لا في المعنى " [1] . وعرض كاتب سني معاصر في كتاب " الخلافة والإمامة " الاعتقاد بكون الإمامة أصلا ، ثم قدح في ذلك قائلا : " إن الشيعة الإمامية يرون الإمامة من أصول الدين التي ينبغي الاعتقاد بها . والعمل على تحقيقها . إذ لا يتم الإيمان إلا إذا استقام عليها المسلم معتقدا وعملا . . . كالصلاة والصوم والزكاة والحج " . وقال الشيخ محمد رضا المظفر في كتاب " عقائد الإمامية " : " نعتقد أن الإمامة أصل من أصول الدين ، لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها ، ولا يجوز فيها تقليد الآباء والأهل والمربين مهما عظموا وكبروا ، بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوة " . ثم قال صاحب كتاب " الخلافة والإمامة " : " وأنت ترى أن مكانة الإمامة فوق مقام الصلاة وغيرها من أركان الدين ، إذ