نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 102
سبحانه : * ( ولا تقف ما ليس لك به علم ) * [1] . الكلام في هذا الموضوع كثير ، ولا مجال لدينا للحديث أكثر [2] ، ونهدف من وراء هذه الإشارة المقتضبة إلى أن نعرض المغزى من تسمية عصر ما قبل الإسلام بالعصر الجاهلي ، وعصر البعثة النبوية بعصر العلم ، ليتسنى لنا أن ندرك عمق هذه الكلمة : " الموت بلا اعتقاد وتمسك بالإمام موت جاهلي " يستبين من هذه المقدمة أن المقصود من ضرورة معرفة الإمام في كل عصر هو أكثر من مسألة فردية خاصة . وهي لا تعني فقط أن المسلم إذا لم يعرف إمامه فهو ليس مسلما حقيقيا ، ومن ثم يكون إسلامه مساويا للكفر . بل المسألة الأهم التي ينبه عليها الحديث هي أن عصر العلم الذي بدأ مع البعثة النبوية يمكن أن يستمر فيما إذا عرف المسلمون في كل عصر إمام زمانهم واتبعوه . وبعبارة واحدة : الإمامة رصيد لعصر العلم أو عصر الإسلام القويم وضامنة لديمومته ، وبدون هذا الرصيد يعود المجتمع الإسلامي إلى الجاهلية الأولى . وقد استوحى هذا الحديث مضمونه - في الحقيقة - من استشراف الآية الكريمة الآتية للمستقبل . * ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) * [3] ويبين النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الحديث الذي يؤكد ضرورة معرفة الإمام ، كيف يمكن أن يرجع المجتمع الإسلامي القهقهرى ويعود إلى الجاهلية الأولى ، ويعبر عن حقيقة
[1] الإسراء : 36 . [2] سنتحدث عن هذا الموضوع بعون الله في الكتاب الذي سنصدره عن النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) . [3] آل عمران : 144 .
102
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 102