نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 101
ومن المناسب أن نتحدث قليلا عن العصر الجاهلي والقصد من الجاهلية ، من أجل تفسير هذا الحديث الشريف وتبيين المقام الرفيع للإمامة والقيادة في الإسلام . عصر العلم وعصر الجاهلية يرى القرآن الكريم والأحاديث النبوية أن عصر الرسالة هو عصر العلم ، والعصر الذي سبق البعثة النبوية الشريفة هو عصر الجاهلية . وهذا يعني أن الناس - قبل المبعث النبوي - لم يجدوا سبيلا لمعرفة حقائق الوجود بسبب التحريف الذي نال الأديان السماوية . وإن ما كان يحكم المجتمعات البشرية المختلفة باسم الدين لم يكن غير خرافات وأوهام . والواقع أن الأديان المحرفة والعقائد الوهمية قد أمست وسيلة للتسلط على الإنسان . وهذه حقيقة أيدها تاريخ ما قبل الإسلام أيضا . وكان المبعث النبوي المبارك بداية لعصر العلم . وكانت المسؤولية الأساسية التي اضطلع بها الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) هي مكافحة الخرافات وضروب التحريف وكشف الحقائق للناس ، وهو ( صلى الله عليه وآله ) كان يرى نفسه كالأب للناس يربيهم ويعلمهم . قال ( صلى الله عليه وآله ) : " إنما أنا لكم مثل الوالد ، أعلمكم " [1] . وكان ( صلى الله عليه وآله ) يعرض نبوته على أنها ظاهرة منطبقة مع الموازين العقلية والعلمية ، ولو حاول العلماء معرفتها لأدركوا بسهولة صدقها في اتصالها بمبدأ الوجود . قال تعالى : * ( ويرى الذين أوتوا العلم الذي انزل إليك من ربك هو الحق ) * [2] . وكان يحذر الناس أيضا من اتباع كل ما لا يقره العلم ، ويتلو عليهم قوله