responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 103


تتمثل في أن هذه الظاهرة الخطرة متوقعة إذا ألغيت الإمامة والقيادة .
أي إمام تجب معرفته ؟
إن يسيرا من التأمل في مضمون الحديث - خاصة مع التوجه إلى ما تقدم من شرح - من شأنه أن يغنينا عن الإجابة عن هذا السؤال : من هو الإمام الذي تضمن إمامته استمرار الإسلام الحقيقي ؟ ومن هو الإمام الذي إذا ألغيت إمامته عاد الناس إلى جاهليتهم ؟
هل يمكن أن نخال أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) يريد أن معرفة كل من ولي أمر الأمة واجبة على جميع المسلمين ؟ ! وإذا لم يعرف أحد هذا القائد فهل يموت ميتة جاهلية ، دون الالتفات إلى أنه يمكن أن يكون ظالما أو من " أئمة النار " على حد تعبير القرآن الكريم [1] ؟ !
ومن البديهي أن كافة الولاة المفسدين في التاريخ الإسلامي قد تمسكوا بهذا الحديث الثابت ، بغية البرهنة على أحقيتهم ، ووجوب طاعة الناس لهم ، وترسيخ دعائم حكومتهم . من هنا نجد أن معاوية بن أبي سفيان كان في عداد رواته أيضا [2] !
ومن الطبيعي أن وعاظ السلاطين انطلقوا من هذا المنطلق نفسه فأولوه بما يخدم أئمة الجور ، بيد أن الواضح هو أن هذا استغلال للحديث ، لا سوء فهم لمعناه .
ولا يمكن أن نصدق أبدا أن عبد الله بن عمر - على ما نقل ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة - لم يبايع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بسبب اعوجاج فكره وضعف نظره ، لكنه يتمسك بالحديث المذكور الذي نقله هو نفسه ، فيذهب إلى الحجاج بن يوسف ليلا ليبايع سلطان زمانه عبد الملك بن مروان ! لأنه لم يرد أن يبيت



[1] إشارة إلى قوله تعالى : * ( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون ) * . القصص : 41 .
[2] مسند ابن حنبل : 6 / 22 / 16876 .

103

نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست