الفصل الرابع الانسياق لآراء الآخرين يقابل الانسياق لآراء الآخرين الاستبداد . ويعني : الخضوع لسيطرة الآخرين فكريا وعمليا . إن المستبد لا يحترم رأي الآخرين ، والمنساق لا يرى أن لرأيه من قيمة .
ويرى الإسلام أن الاستبداد والانسياق لآراء الآخرين كليهما من آفات القيادة ، فلا المستبد يستطيع أن يقود المجتمع الإسلامي ولا المنساق .
إن إحدى المؤاخذات التي سجلها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) على عثمان هي توجيه الآخرين له ، وسيطرة بعض الأشخاص عليه كمروان بن الحكم ذي السابقة السيئة ، وسوقهم إياه أنى شاؤوا . وعندما ثار الناس عليه طلبوا من الإمام أن يتحدث معه ، ويوضح له نقاط ضعفه نيابة عنهم . فاستجاب ( عليه السلام ) لهم ، فتكلم معه ، وقال في آخر كلامه حول سوق مروان بن الحكم له :
" فلا تكونن لمروان سيقة يسوقك حيث شاء بعد جلال السن وتقضي العمر " [1] .

[1] نهج البلاغة : الخطبة 164 .

327