نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 326
الخلاصة الاستبداد يستهدف أهم مبادئ القيادة ، أي أفكارها وتوجهاتها . ومن هنا ، يعد من أخطر آفات القيادة . ترى الأحاديث والروايات أن الاستبداد يفضي إلى انزلاق الفكر وانهيار الدولة الإسلامية ودمار الحكومة . تحتاج الإدارة الصحيحة - من المنظار القرآني - إلى المشورة وتواصل الآراء ، وقد أمر الله تعالى نبيه ( صلى الله عليه وآله ) أن يشاور الناس . " الشورى " اسم لسورة من سور القرآن الكريم ، وذكرت المشورة فيها كإحدى خصائص المجتمع الإسلامي . طرح الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الشورى وقاية من الاستبداد ، مستلهما ذلك من تعاليم القرآن الكريم ، قبل أن تطرحها الحكومات الديمقراطية . الله تعالى وحده لا يحتاج إلى مشاور . وتدل دراسة السيرة الإدارية للنبي ( صلى الله عليه وآله ) وأوصيائه ( عليهم السلام ) على أنهم كانوا يعتقدون بمكانة خاصة للمشورة ، حتى لو كانت مشاورة العدو ! المدير الكفوء هو الذي يحافظ على استقلاله عمليا ، في الوقت الذي ينأى فيه عن الاستبداد ، ويقدر آراء الآخرين . وعلى المشاور أن لا ينتظر منه الطاعة . استشارة من يستغلون المشورة لمطامعهم السياسية مضرة للقائد ، لذا لا يحق لنا أن نعد رفضه لهذا اللون من المشاورات نابعا من الاستبداد . تلقي رأي المشاور قبل اتخاذ القرار مفيد للقائد ، أما بعد اتخاذه فمضر له ، لأنه يؤدي إلى تزعزع القيادة ، إلا في الحالات التي يستبين فيها خطأ القرار .
326
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 326